الثورة – أيدا المولى:
لا نريد تكرار الحديث عن الغلاء لأننا نستشعر عيونا تنظر الينا مستنكرة: نحن نعرف ونعيش الغلاء الذي يحرمنا من كل شيء لكننا نريد حلاً.
لن نكتب عن انقطاع الكهرباء والعيش في عتمة الظروف القاهرة، ولن نكتب عن أزمة المواصلات، ولن نكتب في أي شيء يمس حياة الناس وحياتنا أيضاً التي هي توءم مع كل البشر الذين يعيشون معنا وحولنا والى جانبنا.
لماذا ونحن مرآة المجتمع؟
الجواب بحاجة لمراجعات كثيرة وسوف نكون معها حين تحين الفرصة،
إذا سنكتب عن أشياء نسيناها ولتحزروا ماهي؟
بدوري لن أكتب عن هدايا العيد ولن أكتب عن السهرات ولاعن الرحلات ولا عن أي شيء ليس ضمن الإمكانيات المادية لكن إحدى الصديقات فاجأتني بأفكار نسيناها حقاً وربما تهم مجتمع النساء لكن ليس من باب الهجوم على مجتمع الرجال.
يمر الزمن سريعاً وربما كانت المخيلة نائمة لسنين عديدة حتى استيقظنا فجأة على هدير القطار..
يا الله؟؟ ماأسرع الزمن وماأكثر محطاته وفي كل محطة يمر قطار متجه إلى مكان مختلف ونحن الواقفات…
سوف نكتب حتى لو خانتنا الكلمات مرات ومرات…
سوف نكتب لأن الكتابة لم تسقط من أرواحنا ولأن أصابعنا اشتاقت لهذا المداد، نكتب فتخوننا الكلمات ونحن من اعتدنا على توثيق اللحظات والأيام والأحداث…
حقا الكلمات لاتخون، لكننا نحن من هجرناها،
نحن النساء اللواتي نسين كيف تستيقظ الصبايا مسترخيات على نسيم شفاف وعلى صوت بعيد لجميلات الصوت العذب وعلى إطلالة من شرفة عالية لاترى من خلالها إلا الأضواء الساهرة…
نحن النساء اللواتي سرقهن الزمن وتحولن إلى ماكينات ماهرات لتأدية كل شيء مع الرضا والابتسام والضحكات أيضا…
نحن النساء اللواتي ابتلعهن الحوت وعشن في الظلام وانتهين من أداء كل الواجبات ثم لفظهن غير آبهات بما مر ولامستغربات وكأنهن اعتقدن أنهن استطعن سرقة السنوات من الزمن الذي يعد بالدقائق والثواني العمر المار من الحياة، يمكننا أن نسرق كل شئ الا الزمن فهو الوحيد القادر على ذلك، إنه أكبر “حرامي” دون أي قانون يدينه، أوقاضٍ يحكم عليه بأي عقوبة.