ماذا في جعبة واشنطن من جرائم بعد؟

 

يتساءل الكثير من السوريين هل استنفدت الولايات المتحدة كل ما في جعبتها من حقد دفين ومن سياسات وممارسات عدوانية ضد سورية وشعبها، أم لايزال في جعبتها الكثير من الأفكار الشيطانية لشن المزيد من الاعتداءات ضد الشعب السوري؟

فالكل يعلم أن واشنطن هي من قاد جحافل الإرهاب التكفيري ضد الشعب السوري منذ عام 2011، وهي من أصدر الأوامر بتسليح المرتزقة المتطرفين وتدريبهم ونقلهم إلى سورية من أصقاع الأرض بهدف تدمير الدولة السورية والقضاء على مسارات التنمية في البلاد، وهي التي تواصل عرقلة أي تسوية سياسية تقود إلى حل سوري- سوري يحقق مصالح الشعب السوري بمستقبل أفضل.

بالأمس وبعد أن أصدرت الإدارة الأميركية ما أطلقت عليه اسم “قانون مكافحة الكبتاغون” الذي يشكل منصة جديدة لتشديد الحصار الاقتصادي ضد الشعب السوري، عمدت واشنطن إلى استهداف قطاع الصحة الذي يعاني بالأصل جراء استهداف الإرهابيين للمنشآت الصحية من مشاف ومستوصفات ومصانع أدوية لمنع هذا القطاع الذي صمد على مدار 11 عاماً من الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للسوريين.

في الحقيقة لا يختلف أسلوب الإدارة الأميركية في الإساءة لشعوب العالم عن أساليب قطاع الطرق الذين يشتهر بهم الغرب الأميركي، فالإدارة الأميركية هي مجموعة من قطاع الطرق الذين يمارسون البلطجة والابتزاز والاحتلال وسرقة موارد الشعوب الأخرى بقوة السلاح والهيمنة التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية.

ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية ضد الشعب السوري لا يحيط به وصف “حصار جائر أو جرائم حرب أو عقاب جماعي”، فهذه المصطلحات وإن كانت جرائم بموجب القانون الدولي يندى لها جبين الإنسانية لاتكفي للتعبير عن قساوة الجريمة الأميركية، فما ترتكبه واشنطن بحق السوريين هو عذاب كل طفل لم يستطع أهله أن يؤمنوا له الدفء في هذا البرد القارس، هو ألم كل أم لم تستطع أن تؤمن علبة حليب لطفلها الرضيع أو حبة دواء أو حاضنة في مشفى.

آلام السوريين اليوم من شح في الغذاء والدواء وغياب الدفء، هي كلها جرائم في عنق الإدارة الأميركية وكل من يقف معها، وكل من يصمت على جرائمها، وكل من يأتمر بأمرها ويمارس الحصار معها سواء أكان عربياً أم سورياً، سواء أكان مسؤولاً في دولة أم في منظمة دولية وجدت لتكون عوناً لشعوب العالم وليس متفرجاً على مصائبها ومتاجراً بآلامها.

لقد سكت العالم بما فيه الكفاية عن جرائم الأميركيين ضد الشعب السوري، وصمتت الأمم المتحدة ومنظماتها بشكل مخذٍ على آلام السوريين جراء الحرب والحصار الغربي، وكذلك فعل بعض العرب، لذلك فإن المطلوب اليوم من الدول العربية ودول العالم أن تعيد النظر في مواقفها ومساندة الشعب السوري لوضع حد للمأساة التي يعاني منها منذ عقد ونيف.

إن الواجب الإنساني والأخلاقي اليوم يتطلب من الدول العربية الوقوف مع سورية وشعبها ودعمها بالنفط والغاز والدواء وكسر الحصار الجائر المفروض عليها، وسورية وشعبها سترد الدين، إن لم تكن قد أسلفت مع معظم الدول العربية، ولا داعي لتعدد ماذا قدمت سورية وشعبها للدول العربية.

فهل يعلم العالم اليوم ماذا يعني حظر الولايات المتحدة على القطاع الصحي السوري تحديث تجهيزاته الطبية أو الحصول على قطع الغيار للمعدات والتجهيزات في مشافي الأطفال ومشافي الأورام وغيرها من مشاف عامة تقدم خدماتها الصحية لملايين السوريين؟

إن التحرك العاجل ليس مطلوباً من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر فقط، بل هو مطلوب من كل دول العالم لوضع حد لتمادي واشنطن في انتهاك كل القيم الأخلاقية والإنسانية والدولية.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي