لا “فار” ولا هم يحزنون

 

الحكم بشر وليس كائناً بقوى عجائبية، وعليه أن يتابع الكرة أينما ذهب بها اللاعبون فيراقبها ويراقب معها حركة أجساد اللاعبين، وربما يكون هو اللاعب الأكثر ركضاً في المستطيل الأخضر خلال وقت المباراة، فهو مضطر أن يراقب الكرة عن كثب بين رجلي كل لاعب خلال الهجمات المتبادلة، وخلال نسج اللعب في الشوط بدءاً من الدفاع، ويا لها من مهمة شاقة !!

لكن التقنيات الحديثة حملت عن الحكام هموماً كثيرة، وساعدتهم في اتخاذ القرار، حتى ولو اتخذوا تموضعاً خاطئاً لا يسمح لهم بإصدار قرار دقيق، وأفضل هذه التقنيات الفار الذي يقسم الملعب إلى شبكة هندسية شديدة الدقة، ويمكن من خلالها تمييز تسلل أي لاعب حتى ولو بطرف كتفه أو جذعه كما حدث في مونديال قطر.

دعونا من هذه التقنيات في دورينا المحلي، فنحن أصلاً لا نمتلك الملاعب ذات المعايير الدولية المتعارف عليها حالياً، ولا حتى كاميرات تنقل بثاً محترماً للمشاهد فكيف تذهب طموحاتنا إلى الفار؟! ولو افترضنا أن الزمان جاد علينا يوماً بها، فأغلب الظن أن كل مباراة ستكون حدثاً استثنائيا بقيادة حكام يرتكبون هفوات لا يرتكبها متمرن على التحكيم في أوروبا !!.

لن نظلم أحداً هنا، فقد سبق أن قلنا: إن الحكام بشر، لكن أن يخطئ حكامنا بالوقوف والتموضع بالجملة وليس بالمفرق، ويكون وقوفهم عند وقوع الخطأ على بعد عشرين متراً منه كما حدث في مباراة الفتوة والطليعة غير مرة، فهذا لا يعرقل الدوري ويشوهه فحسب بل يقلبه رأساً على عقب في مباريات حاسمة لا تقبل القسمة على اثنين.

ولنتكلم هنا عن مباراة الفتوة والطليعة إياها وعن مباراة الكرامة والوحدة، ولنذكر بداية اعتراض الفتوة على الحكم الشاب القادم من دوري الدرجة الأولى بحيث أنه لا يمتلك الخبرة لقيادة مباراة فاصلة كهذه في تصدر الدوري، لكن اعتراض الفتوة ذهب أدراج رياح اتحاد الكرة الذي أصر بغرابة على الحكم فكان ما كان، نقص خبرته قلب موازين الدوري، بعدما احتسب هدفاً واضحاً باليد لصالح الطليعة، وأيضاً ركلة جزاء للطليعة فقلب بذلك ترتيب الصدارة وقلب الدوري كله !!

القصة ذاتها حصلت في مباراة الكرامة والوحدة، التي تصدر حكمها المشهد وسلطت الأضواء على سوء إدارته بكثافة عمداً أهدى الكرامة النقاط الثلاث الثمينة من هدف وحيد جاء على الطريقة المارادونية إياها بيد لاعب الكرامة في مرمى الوحدة، فماذا فعلت بنا يا مارادونا عندما قررت ذات لحظة جنون أن تدخل التاريخ وتسجل بيدك في كرة القدم؟! ألم تدرِ أن حكامنا لن يمتلكوا تقنية الفار كغيرهم؟! ألم تدرِ أن حكامنا لا يعودون حتى إلى حكم التماس لسؤاله عن الخطأ؟ وحتى لو عادوا فإن حكم التماس كان بعيداً عن هدف الطليعة المارادوني أكثر من عشرين متراً (شاهد ماشافش حاجة) !!

مشكلة تحكيمية يعاني منها الدوري ويعاني منها الجمهور، تكافئ من لا يستحق وتظلم من يستحق، وقبل حصولنا على الفار يجب أن نحصل أولاً على طاقم تحكيمي نزيه ومدرب وصاحب خبرة، عندها يمكننا الاتكاء على هذه العكازة مؤقتاً ولافار ولا هم يحزنون.

 

 

آخر الأخبار
لاعبات بردى يتصدرن شطرنج العاصمة "جسور الشفاء والأمل" للهلال الأحمر القطري.. بارقة أمل لمرضى السرطان في سوريا "الغارديان": تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة هو تواطؤ وعنصرية مصدر حكومي: لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود خبير مصرفي لـ"الثورة": سوريا تعيش وضعاً اقتصادياً أقرب إلى الركود التضخمي عامر ديب لـ"الثورة": تأكيد على الاهتمام السعودي بالنهوض الاقتصادي في سوريا "بالخير نعمرها" مبادرة قطرية لإيواء عائلات بريف حماة سوريا بين السلم الأهلي وإعادة البناء.. الإعلام والشباب في قلب التحول الوطني مسؤول أميركي: سوريا تمتلك فرصة نادرة لإعادة بناء نفسها كدولة فاعلة وشاملة الجريمة الإلكترونية.. بين الواقع وخفايا التحريض الافتراضي المنشورات الطبية على وسائل التواصل.. مخاطرها وكيفية تجنبها د.مجيد البيطار: لابديل عن العلاج الدوائي ... تقصير "النظافة" وغياب القانون.. مخلفات المطاعم تملأ سوق سيف الدولة بحلب! الرمزية السياسية لانطلاقة سانا الجديدة.. الإعلام الرسمي السوري بين استعادة الثقة وبناء هوية وطنية جا... انطلاقة جديدة لوكالة "سانا" الرسمية.. من منصّة دعائية إلى مؤسسة وطنية حديثة  الباعة الجوالون.. بين ضرورة المعيشة وفوضى تسرق سكينة الأحياء محادثات باريس والدور الأميركي.. رعاية تفاهمات أم إدارة للأزمات؟ ضخ جنوني للأخبار والمعلومات المضللة .. فاعور ل "الثورة" : الإعلام لايزال بعيداً عن خلق رأي عام مدرك ... إطلاق النسخة الكردية في "سانا".. خطوة رمزية نحو الاعتراف بالتعددية في الإعلام الرسمي السوري الكهرباء الطارئة.. مشروع الإنارة الذي ينتظره السوريون بين الأمل والتحديات آخرها فرنسا .. ترحيب دولي واسع بتقرير لجنة التحقيق حول أحداث الساحل السوري