العلاقات السورية التركية إلى أين؟

الثورة- حوار ناصر منذر وفؤاد الوادي وعبد الحميد غانم وريم صالح:

خلال الأيام الماضية أثيرت الكثير من التكهنات والتسريبات في وسائل الإعلام العالمية عن اللقاء الذي جمع وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا، ولاسيما بعد صدور تصريحات تركية توحي بتغيير المواقف التركية الرسمية تجاه سورية والرغبة بإعادة هذه العلاقات وحل المشكلات والإقرار بوحدة الأراضي السورية والسيادة السورية عليها، ولماذا الآن، ما هي الغايات، ما هو الضامن، وهل ستتواصل تلك اللقاءات، وهل يمكن الوثوق بالجانب التركي، وما هو الموقف السوري؟.

وتلا ذلك لقاءات سورية روسية، وسورية إيرانية، لبحث التطورات، وتم التأكيد على الثوابت الوطنية السورية خلالها، ثم صدرت مواقف غربية، وأميركية تحديداً، تعارض تطبيع العلاقات السورية التركية، وترفض إنهاء الاحتلال والأزمة والحرب العدوانية، وأثار ذلك المزيد من التكهنات عن مدى إمكانية نجاح أي لقاء سوري تركي قادم من عدمه، وعن تطبيع العلاقات بينهما من عدمها، وهل هي مجرد لعبة تركية من أجل كسب الورقة الانتخابية لـ “حزب العدالة والتنمية” الإخواني في تركيا أم لا؟.

هذا الملف السياسي، بما يتضمنه من أسئلة عديدة وشائكة، على طاولة صحيفة “الثورة” اليوم، وضيوف الندوة هم الباحثون الدكتور إبراهيم زعرور الأستاذ الجامعي في التاريخ ورئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، والأستاذ أحمد إبراهيم الباحث والمختص في الشؤون التركية ورئيس القسم التركي في الإذاعة السورية، والأستاذ الباحث والكاتب التونسي توفيق المديني وجرى حوار مطول حول اللقاء السوري التركي والنتائج المحتملة له، والرؤية السورية بهذا الخصوص، وتم التعريج على أهداف أردوغان الانتخابية، وكيف ستكون العلاقات السورية التركية في المستقبل، ومشروعا “الشرق الأوسط” و”أوراسيا” وكيف سيؤثران على تسويات الأزمات في العالم والمنطقة.

كيف يفكر الجانب التركي؟

في محاولة لفهم كيف يفكر الجانب التركي، كخطوة أساسية لمعرفة التطورات المتعلقة بالسياستين الداخلية والخارجية لتركيا، حدد الباحث أحمد إبراهيم المختص في الشؤون التركية ركائز أساسية للفهم التركي قائلاً: إن هناك مجموعة من الركائز الواجب معرفتها وأول هذه الركائز هي معرفة الفرق بين ثلاثة مصطلحات يتم استخدامها في المعنى ذاته، وهي الأناضول والعثمانيون وتركيا، فالمصطلح الأول أي الأناضول، فهو منطقة جغرافية وتاريخية محصورة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وتشمل جل الأراضي التركية، ويحيط بها كل من بحر إيجة وبحر مرمرة والبحر الأسود شمالاً، وسورية جنوباً، وتواجدت فيها العديد من الحضارات كالحثيين والآشوريين والسريان والكلدان والأرمن والإغريق والرومان والبيزنطيين وآخرهم السلاجقة والأتراك، وبالتالي أي نكهة قادمة من الشمال هي نكهة أناضولية وليست تركية، فقد تكون عربية أو أشورية أو سريانية أو كردية أو تركية أو يونانية أو شركسية، أما المصطلح الثاني أي “الدولة العثمانية” فهي الدولة التي حكمت كل هذه الشعوب بالإضافة لشعوب أخرى، أما المصطلح الثالث أي “الدولة التركية” فهو يعني تلك الدولة التي خططت لإنشائها بريطانيا وفرنسا والتي مرّت بعدّة مجازر قبل مرحلة التأسيس وأثناء البحث عن هوية لها.

ونوه الباحث إبراهيم بأنه عندما نتحدّث عن سياسات أردوغان وحزبه فإنه لابد من وضع تلك الركائز والحقائق التاريخية في عين الاعتبار لأنها تشكل منطلقاً وبوصلة وفلكاً لكل طموحاته وأدواره في المنطقة وخارجها.

مشروع قديم جديد

واستكمالاً لذلك بين الباحث إبراهيم أن النظام التركي يعتمد في سياساته الخارجية على عدة نظريات توسعية واحتلالية لعل أهمها: نظرية المجال الحيوي التي ترى أن الدولة تشبه الكائن الحي ولديها احتياجات ومتطلبات للعيش، ولذلك إذا كانت قدرات الدولة أكبر من مساحتها الجغرافية فعليها في هذه الحالة أن تتوسع من أجل أن تؤمن احتياجات سكانها من الغذاء، وكذلك نظرية “التفاحة الحمراء” التي تعني في الميثولوجيا التركية الهدف أو الحلم أو المبدأ الذي يبتعد باستمرار، وكلّما ابتعد يزداد جاذبية ورغبة بالتحقيق، وفي القومية التركية يشير هذا الرمز إلى البلد الذي سيتم فتحه، بالإضافة إلى نظرية “الوطن الأزرق” والتي تنطلق منها جذور الخطوات التركية التوسعية في البحر المتوسط، ومبدأ “الوطن الأزرق” بالمفهوم العثماني، الجديد القديم، هي المناطق البحرية التي تعتبرها تركيا ضمن مياهها الإقليمية في بحار إيجة والمتوسط والأسود ومرمرة، وتدّعي أنقرة الحقّ باستخدام جميع الموارد البحرية في هذه المساحة التي تعادل نصف المساحة البرية لتركيا.

 إنهاء الاحتلال التركي ووقف دعم الإرهاب مطالب سورية المشروعة

الآن وبعد التداول الإعلامي حول عملية التقارب السورية التركية كيف يمكن تقييمها وإلى أي مدى يمكن الوثوق بالنظام التركي؟ يجيب الأستاذ الباحث توفيق المديني بقوله: أعتقد أن اللقاء الثلاثي الذي جرى في موسكو لوزراء الدفاع السوري والروسي والتركي إضافة إلى حضور أجهزة الاستخبارات لهذه الدول الثلاث، وما تمخض عنه من جو إيجابي كما تم التصريح من مختلف الأطراف بما فيها روسيا، هو ما حدا بالعديد من أجهزة الإعلام، وحتى المسؤولين الروس والأتراك، إلى إطلاق الكثير من التصريحات الرسمية التي تؤكد بأن هناك لقاءً قريباً جداً بين وزيري الخارجية السوري والتركي، ويبقى فقط مسألة تحديد وقت هذا الاجتماع.

ما أهدف أردوغان من التقارب مع دمشق؟

وأضاف: لقد أجمع المراقبون والمحللون والمتابعون على أن هذا اللقاء بحد ذاته عبّد الطريق لنوع من التطبيع أو التقارب ما بين سورية وتركيا، ومن وجهة نظري أرى أن الدولة الوطنية السورية لن تكون متسرعة في عملية التطبيع مع الجانب التركي، والسبب الرئيس هو وجود حالة من الحرب والعداء لا تزال قائمة طيلة 12 عاماً، وتحديداً منذ 2011، أي منذ بدء ما يسمى الربيع العربي، ومنذ ذلك الوقت نحن نعلم بالقطيعة التي حصلت ما بين سورية وتركيا، والسبب الرئيسي في ذلك هو اصطفاف تركيا إلى جانب المحور الذي كان يطالب بإسقاط الدولة الوطنية السورية، ويساند كل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لوجستياً وعسكرياً واستخباراتياً الخ.

وقال: ليس من السهل عندما تكون العلاقة عدائية طيلة أكثر من 10 سنوات من الحرب، أن يتم هذا التطبيع، خاصة وأن الجميع يعلم أن تركيا لا تزال تحتل أراض من الجمهورية العربية السورية، وتحديداً في محافظة إدلب ، إضافة للنقطة الثانية والتي هي موضوع الدعم التركي لتنظيم جبهة النصرة، أو ما يسمى هيئة تحرير الشام الإرهابية، ومن الواضح أن سورية ليست في عجلة من أمرها لقبول التسوية مع الأتراك.

واعتبر الباحث المديني أنه من حيث المبدأ هو لا يعتقد أن الدولة الوطنية السورية ترفض بالمطلق موضوع التطبيع، الأمر ليس كذلك، ولكن لهذه الدولة شروط وقد عبر عنها السيد الرئيس بشار الأسد بضرورة إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، ووقف دعم الإرهاب.

ومع ذلك لا يمكن الوثوق بأردوغان فنحن نعرف أن هذا الرئيس مراوغ جداً، وفي الغرب أصبحوا يلقبونه بالسلطان العثماني، والأهم من ذلك فإن تركيا لا تزال تلعب بورقة “النصرة” الإرهابية، ولا تزال تساندها، وبالتالي فإن سورية من حيث الشروط هي واضحة، ولا بد أن تحقق تركيا هذه المسائل التي تكلم عنها الرئيس الأسد.

وتعقيباً على الباحث المديني وسؤال الثورة لماذا استهداف سورية اليوم؟ قال الدكتور زعرور: إن سورية ليست معجزة إلهية أو وضعية بل هي متمسكة بثوابتها الوطنية والحفاظ على سيادتها إلى جانب موقعها الاستراتيجي، لقد تدخلوا بالشؤون الداخلية لسورية لإخضاعها والسيطرة عليها بعد الاستقلال ومنع نجاح أي مشروع عربي يحقق التقدم والتطوير العربي، وقوضوا المبادرات العربية والوطنية التي تريد الارتقاء بالمجتمعات، وذلك على أساس سياسة فرق تسد، وأدخلوا إلى تلك البلدان الإرهاب عبر تنظيمات متطرفة كالإخوان المسلمين، لكن الملفت في موضوع سورية، أن القوى الاستعمارية جيّشت أنظمة وقوى معادية كثيرة للحرب على سورية بشكل لا سابق له، ولو حصلت هذه الحرب على أية دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة لانهارت.

وأكد الدكتور زعرور أن سورية تتمتع بالموقع الاستراتيجي الهام، والشعب الصامد والقيادة الحكيمة التي استقرأت الواقع واستشرفت آفاق المستقل وتعاملت بحكمة مع هذه التحديات، وكان الشعب والجيش في خندق واحد مع الدولة والقيادة لمواجهة المخطط العدواني التقسيمي الذي سعى لتخريب سورية وتدمير بنيتها الداخلية وإضعاف جيشها ومكانتها وإدخال الإرهابيين وأسلحتهم إليها لإسقاط دولة سورية الصامدة الوحيدة في مواجهة هذا المخطط المعادي.

وبرأي الباحث زعرور فإن العلاقات الاستراتيجية هي الأهم الآن في الوضع الحالي، وكل العلاقات الأخرى هي علاقات تكتيكية لخدمة الأهداف الاستراتيجية تاريخياً بصرف النظر عن المصالح أو الارتباطات، وأن ما بين اجتماع بطرسبورغ 1905 ومجيء القوات الروسية إلى سورية في 2015 أكثر من مائة عام، ولهذه دلالة كبيرة على أهمية الاتفاق السوري الروسي في مواجهة المخطط الأميركي الغربي في المنطقة واستهداف سورية.

أميركا تعارض من أجل استمرار الأزمة

ورداً عل سؤال للثورة: بأي عين تنظر أنقرة إلى تحذيرات الإدارة الأمريكية من عودة العلاقات السورية التركية؟ أجاب المديني قائلاً: الموقف الأمريكي الآن لا يزال يعارض عملية التطبيع التركي مع سورية، وهناك سببان رئيسيان لذلك، فهي لا تريد أن تعطي شيكاً على بياض لروسيا، وكذلك فإن إدارة بايدن في ظل الحرب الضروس الدائرة في أوكرانيا، وفي ظل التحدي الذي يمثله الرئيس بوتين ضد النظام الليبرالي الأمريكي العالمي، حيث أن الحرب في أوكرانيا في الفهم الجيبولوتيكي، وبالفهم السياسي، والإيديولوجي، والاقتصادي، هي حقيقة ضد النظام الليبرالي الأمريكي، وبالتالي لا تريد هذه الإدارة الأمريكية أن يستفرد الرئيس بوتين بالساحة العالمية ويجد حلولاً تسووية للأزمة في سورية، لأن هذا سيعطي الرئيس بوتين مكانة ومكاسب على الصعيد الإقليمي، وعلى الصعيد الدولي.

 

“الشرق الأوسط الكبير” و”أوراسيا”

الباحث إبراهيم بين أنه لا يوجد في المنطقة سوى مشروعين وكافة الصراعات التي تجري هي بين هذين المشروعين، مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي، ومشروع أوراسيا أو مشروع ربط البحار الخمسة، وما تبقى كلها عبارة عن أوراق في خدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير..

وأضاف إبراهيم أن أردوغان عندما جاء إلى السلطة أعلن عن سياسة “صفر مشاكل” مع الجيران، وبأمر وضغط من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تهيّئه للعب دور مفصلي لأحداث ما سمي بـ (الربيع العربي ) في عام 2011، على اعتبار أنه المنفذ الأساسي لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وعلى اعتبار تركيا هي مخفر للإمبريالية العالمية من جهة، والدولة النموذج لدول ما يسمى الربيع العربي.

ومع بدء ما يسمى الربيع العربي أو التسمية الأكثر واقعية، (الحرب الكونية ضد سورية) وانتقال حزب العدالة والتنمية إلى المرحلة الثالثة: (مرحلة التأسيس وكسب بعض اليسار الليبرالي وبدء التغلغل في دوائر الدولة التركية، ومرحلة تفكيك بنى ومؤسسات الدولة العلمانية التركية، ومرحلة الخروج بـ “الفتوحات” من أجل تطبيق ما يسمى “نموذج الإسلام المعتدل” في دول المنطقة، انقطعت العلاقات بين الدولتين وتحوّلت تركيا إلى دولة محورية في حرب استهداف سورية من خلال استجلاب وتدريب وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إليها.

 

هدف أردوغان الانتخابي

وعن التصريحات التركية المتكررة التي تدعو إلى إعادة العلاقات مع الدولة السورية، أكد الباحث إبراهيم أن تلك التصريحات لا تندرج ضمن سياق السياسة الخارجية لحزب العدالة بقدر ما هي تندرج تحت عنوان السياسة الداخلية لأردوغان وحزبه، حيث يطمحون إلى استغلالها لكسب الانتخابات القادمة في ظل اتفاقات بين أحزاب المعارضة.

 

النظام التركي بين القول والفعل

ورداً على سؤال الثورة ماذا عن العلاقات السورية الروسية في ظل الوساطة مع تركيا؟ قال المديني: هنا علينا أن نعترف، وأن نقر بأن الدولة السورية هي التي أفسحت المجال لروسيا، لكي يكون لديها موضع قدم في منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط في إطار المنافسة الجيوبولوتيكية، وإنما باتت موسكو في موقع أقوى بكثير مما كانت عليه، والفضل بذلك يعود إلى سورية، وكذلك فإن سورية تستند إلى اتفاقية وقعها الرئيسان الراحلان ليونيد بريجنيف وحافظ الأسد عام 1980 ولا تزال هذه المعاهدة قائمة.

 

ثوابت سورية الوطنية

وفي سؤال للثورة: ما علاقة الرئيس بوتين بأردوغان الآن والوساطة التي يقوم بها في إطار عملية التطبيع؟ رأى المديني أنه في ظل العقوبات الدولية الصارمة التي فرضها الغرب بشكل جنوني ضد روسيا، فإن العلاقة بين روسيا وتركيا مهمة للجانبين، ليس في إطار التكيف الإيديولوجي، أو السياسي وإنما لمصالح اقتصادية وسياسية، حيث أن تركيا ممكن أن تكون أحد منافذ روسيا إلى العالم.

وقال المديني: روسيا وضعت كل ثقلها في عملية الوساطة، والدولة السورية لا تزال وبشكل صارم تدافع عن ثوابتها الوطنية فيما يتعلق بالعلاقة مع أردوغان، خاصة ما يتعلق بانسحاب الجنود الأتراك من أراضي الجمهورية العربية السورية، كذلك لا بد من عودة إدلب إلى النسيج السوري، وفي نفس الوقت مسألة جبهة النصرة التي صنفت إقليميا ودولياً بأنها تنظيم إرهابي يجب على أنقرة أن تقطع العلاقة معها، وهذه شروط سورية وطنية مهمة جداً.

 

التنسيق السوري الروسي

من جهته وتعقيباً على ذلك، أكد الدكتور زعرور أن التنسيق السوري الروسي مهم، وهو واثق من الانتصار ولم يأت الرئيس بوتين إلى المنطقة ليخسر بل هو مدرك لكل سياسات المنطقة ويدرك مع سورية مخاطر ترك الفراغ للقوى الغربية وتحقيق مشروعها المعادي في المنطقة والعالم، ونحن على ثقة بقيادة سورية وبجيشها وشعبها الصامد بالانتصار على المشروع الغربي وبتحقيق الثوابت الوطنية لسورية من وراء أي تحرك إقليمي ودولي والتعامل معه بحكمة وروية.

وقال الدكتور زعرور: لم يتخذ الرئيس بوتين قرار المجيء إلى سورية ليخسر، وهو يأخذ بعين الاهتمام سياسات أميركا وأوروبا و”إسرائيل” وتركيا، ولو لم يستبق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لكان الوضع الدولي ليس لصالح محور المقاومة، لذلك تنبه مبكراً إلى المخطط الأميركي الأطلسي والإسرائيلي ودور القوى المعادية الأخرى، وقد التقت القيادة السورية مع هذا التفكير وتحليل الأمور ونسقت مع الحليف الروسي، ورأت مصلحة الوطن السوري تلتقي مع مصلحة روسيا، من أجل إنهاء المشكلات وحل الخلافات.

وأضاف: لكل حرب نهاية، ولن تستمر إلى ما لا نهاية، وأردوغان مهما حاول لن يستطيع تحقيق مخططه، وفي سورية لا أحد يريد التنازل عن أي ذرة تراب في الوطن.

 

دور الناتو

وفي سؤال آخر للثورة: كيف تبدو العلاقة اليوم بين أنقرة وواشنطن؟ أشار المديني إلى أن العلاقة بين الحين والآخر بين أردوغان والولايات المتحدة الأمريكية تبدو متوترة، دون أن ننسى أن تركيا هي كذلك عضو في حلف الناتو، ولا يمكن أن تخرج من هذا الإطار، وتركيا أيضاً تشكل الذراع الثاني، بعد الذراع الأول ألا وهو “إسرائيل” فيما يتعلق بنظام الشرق الأوسط الكبير، وهنا لا بد من التنويه إلى أن أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الإسرائيلي، كانت هي تركيا سنة 1949، بصرف النظر عن التصريحات التي يحاول أن يدغدغ بها أردوغان الجماهير العربية، والشعوب الإسلامية بين الحين والآخر.

 

تركيا والعباءة الأميركية

الباحث إبراهيم قال أيضاً إن أردوغان لا يمتلك القرار فيما يخص السياسة الخارجية التركية، فهناك أوامر تأتيه من واشنطن وعليه تنفيذها، وقال أنا على خلاف مع ما يتم الحديث عن قدرته على الخروج من العباءة الأمريكية، وكل الانقلابات التي وقعت في تركيا منذ مندريس وحتى الآن هي عبارة عن انقلابات أمريكية بأيدي تركية ضد حكومات حاولت الخروج من العباءة الأمريكية، دون أن يقرؤوا التصريحات الأمريكية التي تقول “تركيا دولة مهمة لدرجة يجب عدم تركها للأتراك”.

مشروعا “الشرق الأوسط” و”أوراسيا” وأثرهما على الأزمات

إبراهيم ختم مداخلته بالقول إن تصريحات وسلوكيات النظام التركي لا تزال تدل على أنه غير جدي فيما يقول، ولعل ما قاله  مستشار أردوغان قبل أيام يندرج في هذا الإطار عندما طالب بوضع مدينة حلب تحت السيطرة التركية، أضف إلى ذلك أن وسائل الإعلام الموالية للنظام التركي لم تغيّر حتى اللحظة خطابها تجاه سورية.

 

وفي سؤال للثورة: ما مبررات الانعطافة في الحراك التركي تجاه دمشق الآن؟ قال الباحث المديني: إن ذلك يمكن فهمه في إطار الانتخابات التركية الداخلية، فهو على أعتاب انتخابات رئاسية وبرلمانية في حزيران، وكذلك هو يواجه أزمة اقتصادية خانقة دون أن ننسى محاولته للاستثمار في موضوع الطاقة، ورغم هذه المساعي التركية إلا أن الدولة الوطنية السورية تبقى متمسكة بثوابتها ولاءاتها الوطنية وترفض بشكل قاطع أن تمنح هذه الورقة لأردوغان من دون تلبية مصالحها.

 

عودة العلاقات مفيدة لكلا البلدين

ورداً على سؤال: كيف يمكن للتطبيع بين دمشق وأنقرة أن ينعكس على الداخلين السوري والتركي؟ قال الباحث المديني إن الغرب خائف الآن لأن مشروعه وصل إلى مأزقه المحتوم، وهذا ليس كلامي فحسب وإنما هو كلام المحللين الغربيين الذين أكدوا أن مركز الكون لم يعد في الغرب، وإنما هو في الشرق، وتحديداً في الهند، والصين، واليابان، بالإضافة إلى بلدان جنوب شرق آسيا.

أما بخصوص عودة العلاقات السورية التركية إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 فإنها حكماً ستلقي بظلالها على الداخلين السوري والتركي، حيث سيتحسن الوضع الأمني والاقتصادي في كلا البلدين، كما أن أنقرة ستستفيد من عملية الترانزيت ونقل البضائع من تركيا إلى الأسواق الخليجية، أما سورية فإنها ستشهد عودة رؤوس الأموال للاستثمار فيها.

تصوير عدنان الحموي

آخر الأخبار
موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة"