ودّعت الأوساط الأدبية والثقافية والنقدية علمين من أعلامها خلال الأيام الماضية استراح فيها كلّ من الناقد والباحث والمترجم، والشاعر والأديب شوقي بغدادي.
بين الالتزام الأخلاقي والعقيدة انحاز شوقي بغدادي لقضايا الناس وهمومهم ومشكلاتهم وبشوق الكلمات وحلمها نظم الشّعر وكتب القصة والرواية وتبحّر في النقد.
بعد قصة “حيّنا يبصق دماً” ١٩٥٤ تلمّس بغدادي طريقه نحو الشّعر مع صدور مجموعته الأولى “أكثر من قلب واحد” ١٩٥٥ لتتتالى إصداراته وليكون من كبار الشعراء العرب المعاصرين ويُتوّج عام ٢٠٢١ بجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري في مصر
لغته الرشيقة وصوته الفريد الخاص ومواقفه الثابتة التي عبّر عنها في مقالاته الأدبية والسياسية والاجتماعية في الدوريات السورية والعربية توثّق حالة إبداعية مفعمة بالأمل والحبّ وبصمة لا تُمحى، إضافة للمقالات والدراسات تجاوزت مؤلفات الشاعر والناقد والمترجم نذير العظمة الخمسة وخمسين كتاباً ومؤلّفاً منها “مدخل إلى الشعر العربي الحديث” و”أدب المقاومة بين الأسطورة والتاريخ “ورواية” الشيخ ومغارة الدم”.
حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ٢٠١٤ ، تمحور شعره حول الذات والوطن والمرأة ، ويُنسب إليه ابتكار “القصيدة المدورة” ذات السطر الواحد في الشعر العربي.
المرجعية الواقعية والتراكمات الثقافية والإبداعية لكلا الأديبين ومصداقية التجربة بين حلم وواقع إنساني استحوذت على أدب كلّ من شوقي بغدادي ونذير العظمة اللذين جمعهما الأدب وموعد الرحيل والصور الشاعرية والبوح الحميمي ومساحة اليوميات للمكاشفة مع النفس والٱخرين.
رحلة الوداع عند نعش الإبداع ليست سوى نظرة أخيرة لأن المبدعين يسكنون وجدان الناس ويلامسون شغاف قلوبهم بإرث ثقافي حضاري هو نتاج بساطة عاشها المبدع وسرّ تخليده.