من أجاز هذه الرواية …؟

الثورة -ديب علي حسن:

تشكل الرواية كفن أدبي مرجعا مهما لدراسة المجتمعات في العادات والتقاليد والتوجهات وقد عبر عن ذلك يوما ما عالم الاجتماع السوري حليم بركات وهو الروائي المهم أيضا إذ قال لمحاوره إني أقرأ الروايات قبل قراءة المجتمعات وهي مرجع مهم تقدم لك الكثير من المعطيات.

بهذا المعنى الرواية شاهد على الوقائع حين تكتب وستبقى للأجيال وأجيال وبالتالي على الروائي أن يكون دقيقا فيما يكتب أو فيما يبتكره من خيال فلا يصل إلى حد اجتراح خيال يسيء
يدمر يفتك يتهم يرمي الآخرين بما ليس فيهم قد يجمح الخيال وهذا ضروري لكن ليس إلى حد يجعل الاتهام غير الحقيقي وثيقة وفي مرحلة وطنية صعبة جدا ينتهزها الأعداء ليرموا بما لديهم.

الحرب العدوانية على سورية كانت وستبقى مدار روايات ومجموعات شعرية صدر منها الكثير وسوف يصدر.
بعضها كان قادرا على التوازن الأدبي والاجتماعي وحتى السياسي في تحليل الكثير من الأسباب وقد شكلت جائزة حنا مينة للإبداع الروائي محطة مهمة في هذا الاتجاه فقرأنا روايات مهمة؛ وعلى غاية من الإبداع فازت بها مثل:اولغا وموعد مع الشمس…. والمبدع ليس محايدا في مسألة الوطن ابدا.

من الروايات التي صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب رواية (الهوتة) وهي الفائزة بالمرتبة الثالثة من مسابقة حنا مينة لعام ٢٠٢١م .
. الرواية تدور حول سيرة بطلها حامد الإبراهيم الذي يأتي من آخر قرى الشمال السوري من الحسكة ليتابع دراسته في جامعة دمشق.
محاور الرواية في دمشق والحسكة وعمله إعلاميا وعلاقاته وما تعرض له من أحداث لسنا بصدد سرد وقائع الرواية ؛ولا الحكم على قيمتها الفنية، أبدا فقد فعلت ذلك لجنة التحكيم التي أعطتها المرتبة الثالثة، ولا أدري إن كانت هذه اللجنة قد قرأت المقطع التالي……………..ص ٩٦ و٩٧ .
( في منتصف الساحة وقف مدير السجن والنائب العسكري، ومفتي دمشق .. هؤلاء يشرفوننا كل يوم لتنفيذ حكم الإعدام لمن قطعوا له تذكرة ويريدون تسفيره إلى الآخرة.

صدمت حين رأيتهم يدفعون حدثا أمامهم ويقذفون به أرضا ، وقد قيدوا يديه ؛ فتى صغير لم يخط شارباه بعد ، وجهه أصفر ونحيل ‘ ونحيل نظراته غير مستقرة ينظر هنا وهناك ، لا يكاد يصدق أنه سيعدم بعد دقائق .
لم يقرؤوا علينا تهمة ولم يعرفوننا ( يعرفونا) على ذنبه الذي ارتكبه فنال هذه العقوبة ..فقط ألقوا به أمام انصعاقنا وراحوا يطعنوه ( يطعنونه) بالسكاكين ويدعسوه ( يدعسونه ) بالأقدام…
ثلاثة من العساكر كانوا. هبطوا كالقدر الأسود فوق جسده اليافع …ليفتحوا نوافير فيه ..
راح صوته يمزق روحي ؛ يفتتني كالحجر تحت المطارق .
كان استنجاده بأمه مؤثرا للغاية ؛ دخيلك يا أمي قالها مرارا ثم خرس مرة واحدة.
احتقن وجهي …انتفخت شراييني ‘ رحت أصرخ بقوة فيدخل صوتي عميقا إلى داخلي ..مكتوما كان وملفوفا بالوجع والإهانة…كنت أصرخ ولا من صوت يند عني … الكل كان متألما عليه ، والكل يكتم ما يفكر به ويكبح سيل الشتائم على لسانه لهؤلاء المجرمين.

هل يعقل أن يمر هذا المقطع مرور الكرام؟
هل يعقل مهما كان السوء في السجون أن يجري بهذا الشكل؟
تتهم مفتي دمشق ،ومن كان موجودا اتهاما مباشرا ،صحيح أنه اتهام روائي، ولكنه سيكون شاهد زور على الجميع ،هل يعقل أن يجري ذلك؟
وفي الحديث عن الإعلام وعمل حامد الإبراهيم ثمة ما هو مريب ص٩٣….. ( إلى أن أخرجوني بعد شهر من السجن الانفرادي ..ووضعوني في مهجع جماعي وتأكدوا أن شوكتي قد انكسرت ، ورغبتي في أن أكون حيوانا هي في أعلى مستوياتها ..لهذا سمحوا لي أن انضم إلى القطيع )
معقول هل الشعب قطيع وهل كل الآخرين غيره حيوانات …؟
وفي الحديث عن نقله إلى سجن اللاذقية مرت الرابطة أي رابطة حقوق الإنسان إلى سجن البصة في القرداحة كما يقول ، لا أدري لماذا حشر اسم المنطقة علما أن سجن اللاذقية ليس في القرداحة ،والبصة ليست فيها.
وحين تسأله من أنقذه حين خرج من السجن وكان مرميا من تعبه على الرصيف : كأنك لست من اللاذقية..؟ يجيب: أنتسب الآن إليها فلولا هذا الانتماء ما خرجت من السجن ولكنت ميتا…..
أسئلة كثيرة تطرح حول الرواية ..ماذا أرادت أن تقول وكيف؟
ولماذا هذا الاتهام للإعلام وكيف . ليس إعلامنا بخير كما نحن لسنا بخير ولكنه ليس بهذا السوء..الذي تصوره به الرواية.
ثمة أحداث ووقائع تغدو شهادات غير صحيحة تستل من العمل الأدبي…نحن اليوم بأمس الحاجة أن نكون أقرب إلى الحقيقة وليس إلى الاتهامات كما في مقطع وصف إعدام الفتى وبحضور المفتي . .
الرواية حقل الغام متفجر …
اللوم ليس على الهيئة التي نشرتها منذ أيام بناء على ثقة بتقرير لجنة الحكم …اللجنة التي يفترض أنها الأكثر خبرة ودراية ومعرفة بدور الأديب والإبداع في هذه المرحلة ..

ومع ذلك لسنا رقباء على أحد ولكن ما في الرواية من نفثات له دلالات كثيرة ..
ببساطة وخلاصة القول : لا اظن ان اللجنة قد قرأت المقطع المشار إليه.. وإلا لكانت توقفت على الأقل عند أخطاء اللغة فيه ..اللهم إلا إذا كانت تنفيعة لهم وهم ليسوا ..
والهوتة هي الارض المنخفضة وقد استفاضت الرواية في نهايتها بالحديث عنها .

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى