الثورة – يمن سليمان عباس:
من المعروف أن الأخلاق لا تتجزأ أبداً فالكذب مثلاً والسرقة وما في القائمة أينما كانت هي قيم سلبية، كالدمار والموت ونشر العنف… ومع تطور الصناعة والتقنيات نشأت قيم جديدة بعضها سلبي والآخر إيجابي، وظل المقياس واحداً ما يحمل الخير هو الأبقى.
فليس من المنطق مثلاً أن تمارس القتل والتدمير وتزرعهما حيث ترى أن لك مصلحة بذلك، ومن ثم تحاضر عنهما.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) واتساعه غدت الساحة ملعباً لا حدود له كل يضخ فيه ما يريد، والغريب في الأمر أن المشرفين على هذا الفضاء انشؤوا ما يسمى (قيم المجتمع) يرصدون كل شاردة وواردة لاسيما من دول العالم الثالث يحرم علينا أن ندين الاحتلال.. أن نعبِّر عن انزعاجنا وقلقنا من الإرهاب.. أن نقول إن إسرائيل كيان غاصب ومعتد.. وأن نشير إلى فضائح الغرب التي يمارسها على أرض الواقع وهي الإرهاب والعنف بحد ذاته.
كل هذا يضعك في دائرة(انتهاك القيم والمعايير)، ويعمل على مصادرة رأيك، أما ما يجري على الأرض فهو مغاير تماماً.
هل توقف هذا الفضاء الأزرق الغربي متلاً عند حصار واشنطن للعالم…. لقتلنا…. لتدمير بنانا التحتية… لقتل أطفالنا… لمصادرة لقمة عيشنا؟؟؟؟؟؟.
جملة بسيطة كتبتها تدعو للقصاص من مذنب جعلها الأزرق خرقاً للمعايير المجتمعية…. كم هو جميل لو أن هذا يكون سارياً على العنف الإعلامي الغربي، والمواقع التي ثصدِّر العنف اللفظي، وتتابعه ليكون فعلاً على الأرض باختصار إنه نفاق الغرب والمعايير الاجتماعية القبيحة، فمجتمعاتهم ليست أفضل من مجتمعاتنا، ودمهم ليس الأنقى، ومعايير الأخلاق والإنسانية واحدة قاسمها المشترك سمو الإنسان وصدقه لا نفاقه.