ضرورة حتمية

ليست هينة الخطوة التي أقدمت عليها السلطات النقدية بتسليم الحوالات الخارجية لمستحقيها في الداخل بسعر يقترب كثيراً من السعر الرائج المتداول بين المتعاملين في السوق الموازية، وليست بالطبع قليلة آثارها على الخزينة، لجهة ما تشكله من رافد لها بالقطع اللازم لجميع مناحي استيراد ضروريات الحياة اليومية.
هي خطوة ولكنها ليست إلا جزءاً من الطريق الطويل الشاق الواجب قطعه في رحلة القطع والتعامل معه، ولعل الحالة الراهنة تستوجب خطوة مماثلة في التعامل مع المستوردات وكل ما يتعلق بالقطع الذي تُستورد به، فالتلاعب الذي يتم بين سعر الصرف الذي تم الاستيراد به والسعر الذي تباع بموجبه السلعة للمواطن يشكل سعراً قائماً مستقلاً بحد ذاته..
فالتجار وحتى اللحظة لم يحرروا الفواتير التي سلمت وزارة التجارة الداخلية مقاليدها لهم، ولا زال التسعير يتم على أساس السعر المُعطى من التاجر شفهياً، والمبني على أساس سعر مضخّم مبالغ فيه لدولار الاستيراد، ما يضمن للتاجر ربحاً فاحشاً ومضاعفة في كل مرة لرأس المال الذي يتباكى التجار عليه، ويبررون أسعارهم الوحشية بضرورة الحفاظ عليه من التآكل.
لا يخرج المشهد عن قطع متناثرة متشرذمة لم تجد ما يجمعها ببعضها بعضاً حتى الآن، طبعاً من منظور بعض الأجهزة التنفيذية، على حين أن المشهد كامل متكامل أمام المواطن القادر على تفنيده وشرح خفاياه التي يعلمها تمام العلم، في وقت يبدو من المستغرب ألا تعلم به وزارة التجارة الداخلية والمركزي نفسه.
لا بد من آلية تضمن دوراً أكبر للمركزي في متابعة الأسعار التي تُبنى عليها أسعار ما يوضع بالاستهلاك المحلي، فالدولار سواء كان من صناديق المركزي أم من صناديق التجار لتمويل المستوردات، هو في النهاية جزء من كتلة القطع الوطنية التي تشكل ضمانة للغد، في حين يجعل منها التجار نقمة تنصبّ على رأس المواطن ليل نهار لدرجة باتت هذه النقمة معها واقعاً تتحدث به حتى بعض الألسن الرسمية، وكأن ذريعة التجار المكشوفة باتت أمراً واقعاً وعذراً لكل من يبحث عن عذر.
لا بد من إيجاد آلية تربط بين سعر صرف دولار الاستيراد وسعر المبيع مهما كانت المرونة الممنوحة للتاجر في تحرير فاتورته، لأن ذلك يعني حماية القليل المتبقي من القدرة الشرائية للمواطن، والتي لا يبدو الواقع مبشّراً بغَدِها.. وبعبارة أخرى، يوم كانت الرقابة قائمة على التاجر في الأسعار والفواتير كان يسرح ويمرح تحت ذريعة الدولار، فما بالك وحبله بات على غاربه في كل ما يتصل بذلك!.

آخر الأخبار
حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب صحة الأم النفسية، صحة الجنين.. كيف يؤثر التوتر على الحمل؟ صحة درعا تطلق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي انهيار في مبنى "الداخلية" يخلف جرحى الضحايا تحت الأنقاض.. والطوارئ في سباق مع الزمن الشيباني يلتقي وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي في السعودية الشيباني يلتقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في السعودية