تعرض السوريون خلال السنوات العشر الماضية للكثير من الامتحانات الصعبة امتحنت أخلاقهم وصبرهم كما امتحنت الأعداء قبل الأصدقاء والحلفاء إلا أن الامتحان الأخير الذي تعرض له السوريون كان الأصعب خاصة أن له منحى كارثياً ناهيك عن التوقيت….
الدولة السورية أثبتت طوال تلك السنوات والامتحانات أنها قادرة على التصدي للكوارث والاحتلال والإرهاب كما أثبتت أنها تمتلك مقومات تجعلها في تصنيف أعلى وأهم مما يروجه الغرب، ومن دون الدخول في التفاصيل ثمة نتيجة تتمثل بأنه على الرغم من كل ماجرى والضغوط الكبيرة والضخمة التي مورست ولاتزال، فإن الدولة تمارس مسؤولياتها تجاه جميع مواطنيها كما حافظت على وجودها وكيانها ومستمرة في تقديم خدمات مجانية كحالة نادرة على مستوى المنطقة والعالم…
الكارثة الأخيرة زادت المشقة وعقدت الوضع ولاسيما أن حجمها كبير والأضرار ضخمة على المستوى الإنساني والخدمي والاقتصادي ناهيك عن التوقيت المتمثل بأكثر من عشر سنوات من الاستنزاف والحرب والحصار إلا أن البطل في قصتنا اليوم وامتحاننا الأصعب هم السوريون أنفسهم الذين أظهروا رباطة جأش منقطعة النظير وحساً بالمسؤولية والتكافل والتضامن الإنساني والاجتماعي يضرب فيه المثل ليثبتوا من جديد أنهم شعب حي جبار وممعن في الحضارة والأصالة…
ما قامت فيه الدولة بأجهزتها المختلفة تجاه هذه الكارثة كان لافتاً من حيث سرعة الاستجابة والعمل كفريق واحد مع تجاوز ضعف الإمكانات وقلة الحيلة…اليوم أيها السادة هناك جهود تبذل على مدار الساعة من دون كلل أو تعب أو ملل…هناك حالة استنفار من دون أي طلب أو إعلان أو تهيئة…هناك حالة من الشهامة والحس الإنساني أظهرت معدن السوريين على حقيقتهم…
كل ما تقدم ظهر جلياً في أصعب محنة تعرضت لها سورية وهو أمر منطقي ففي وقت الأزمات تظهر معادن البشر… الأسف كل الأسف على الضحايا الذين فقدناهم ومازلنا على إصرارنا بقناعة أن الأيام ستنصف سورية الحزينة حالياً كما ستنصف السوريين الذين أثبتوا للعالم أنهم شعب حي.