الثورة – غصون سليمان
أوضح الدكتور أحمد رحال مستشار الأحوال المدنية أن مصطلح المنطقة المنكوبة يطلق عادة على منطقة أو مناطق جغرافية تعرضت لكارثة مدمرة وبالغة السوء، سواء أكانت هذه الكارثة من صنع الطبيعة كالزلازل الكبرى،أو البراكين، أو الأعاصير، أو غيرها من الظواهر الطبيعية.وسواء كانت من صنع البشر كالحروب المدمرة، لكن يشترط لكي تعد منطقة ما منطقة منكوبة أن يتوافر شرط أساسي،و هو أن تؤدي الكارثة إلى إحداث أضرار فادحة، وبالغة السوء والجسامة على أرواح الناس،أو الممتلكات المادية، والبنى التحتية، بحيث يتعذر معها استمرار الحياة الطبيعية لهذه المنطقة، وتتعطل قدرة المؤسسات الحكومية على إمداد المنطقة بمتطلباتها الضرورية.
وقال رحال في تصريح للثورة إنه بخصوص تأثير إعلان منطقة ما منكوبة بسبب الزلزال هذا يعني أن هذه المنطقة باتت تحظى بالأولوية القصوى لدى الدولة بكامل مؤسساتها ومرافقها، وهذا يعني استنفار كافة جهودها، وتركيز كامل طاقاتها لتحقيق هدف واحد، وهو انتشال هذه المنطقة من هول ما أصابها بسبب الزلزال، يترافق ذلك مع توسيع صلاحيات الدفاع المدني.
* مهام الدفاع المدني
بدوره الدكتور ياسر كلزي المختص بحقوق الإنسان والقانون الدولي والإنساني، أشار إلى أن المنطقة المنكوبة هي المنطقة المتأثرة بالكوارث الطبيعية التي يلحقها الضرر بالحياة البشرية، وهي المناطق التي لحق بها دمار كبير وينتج عنها خطورة بشرية، أي أن هذه الكارثة أوقفت سير الحياة الطبيعية فيها، وتسببت في أضرار فادحة في الأرواح والبنى التحتية، وصعب على الدولة مد الناس بأساسيات الحياة وضرورات العيش، وقد تضمن القانون الدولي الإنساني أحكاما خاصة بوضع المنطقة المنكوبة وذلك في البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977، الفصل المعنون الدفاع المدني (وسورية طرف فيه).
ونوه لما حددته المادة 61 من مهام الدفاع المدني الرامية إلى حماية السكان المدنيين ضد أخطار الكوارث ومساعدتهم على الفواق من آثارها الفورية، وتأمين الظروف اللازمة لبقائهم، وهذه المهام كما جاءت في المادة /61/ هي خمس عشرة مادة :
الإنذار ، الإجلاء ، تهيئة المخابئ، تهيئة إجراءات التعتيم،الإنقاذ، الخدمات الطبية، ومن ضمنها الإسعافات الأولية والعون في المجال الديني ، مكافحة الحرائق ، تقصي المناطق الخطرة ووسمها بالعلامات، مكافحة الأوبئة والتدابير الوقائية المماثلة، توفير المأوى والمؤن في حالات الطوارئ ، المساعدة في حالات الطوارئ لإعادة النظام والحفاظ عليه في المناطق المنكوبة ، الإصلاحات العاجلة للمرافق العامة التي لا غنى عنها، مواراة الموتى في حالات الطوارئ ، المساعدة في الحفاظ على الأعيان اللازمة للبقاء على قيد الحياة..
أوجه النشاط المكملة اللازمة للاضطلاع بأي من المهام السابق ذكرها ومن ضمنها التخطيط والتنظيم على سبيل المثال لا الحصر .
وأضاف الدكتور كلزي أن إعلان منطقة ما أنها منطقة منكوبة يعطي للأمين العام للأمم المتحدة الحق في تطبيق المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، ومضمونها أن يقوم بتنبيه مجلس الأمن الدولي إلى الكارثة التي تتعرض لها جهة أو منطقة في هذا البلد أو ذاك بسبب الحرب أو كارثة طبيعية، واعتبارها منطقة منكوبة، وطرح المسألة على مجلس الأمن الدولي في حالة وصولها لمرحلة تهدد السلم والأمن الدولي.
ويترتب على مجلس الأمن الدولي أن يجري محادثات بين أعضائه للخروج بقرار يلزم الأطراف المعنية بالكارثة بالسماح للمنظمات الإغاثية والطبية الدولية بالدخول للقيام بعملها ونجدة المنكوبين.