الثورة: كتب أمين تحرير الشؤون الاقتصادية والمحلية هزاع عساف:
ستة أيام على الكارثة.. ستة أيام على زلزال مدمر اخترق حياتنا.. أذهل العقول وأدمى القلوب.. ستة أيام وعلى التوقيت الوطني السوري فجر يوم حزين.. ففي الاثنين 6 شباط توقفت الساعة عند الدقيقة ١٧ بعد الرابعة فجراً لنجد أنفسنا أمام حدث كبير فاق كل التوقعات ولم يدخل مجال علم الاحتمالات، ومن هنا.. من سورية أعلن النفير العام الوطني بالمعنى التام.
ستة أيام مضت والدولة بكل قواها وما تملك مستنفرة.. متأهبة.. بدءاً من السيد الرئيس بشار الأسد الذي ترأس بزمن قياسي لافت اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لتنطلق خطة الطوارئ الوطنية في جميع مناحي الحياة.. وزارات الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، المجتمع الأهلي والهيئات والمنظمات وجميع الشرائح الاجتماعية أعلنت وبدأت مواجهة الكارثة.. لم يبقَ في الوطن أحد إلا وتفاعل كلٌ بطريقته وإمكاناته وحتى بعفويته السورية المميزة التي تجلّت بأبهى وأروع الصور في مواقع المُصاب والوجع والألم.
ورغم الجرح الذي ما زال ينزف منذ أكثر من اثنتي عشر عاماً بفعل إرهاب وحشي ظالم تخطى كل الحدود والمعايير الإنسانية والأخلاقية وتجاوز القوانين والتشريعات الدولية وحتى الشرائع السماوية، رغم ذلك تسابقت الدولة بأجهزتها ومؤسساتها مع أبنائها من جميع الأعمار لتضمد الجراح وتخفف هول ما حدث، فكانت العلامة المميزة الفارقة التي ينفرد بها السوريون على مَرّ العصور والأزمان حقيقة وأبجدية خالدة أعطت للإنسانية معناها قولاً وفعلاً.
وخلال ستة أيام لم يهدأ الناس ولم تفتر العزيمة رغم كل الجراح والآلام بل ازدادت وتصلبت الإرادة وأصبح ميدان الحدث في حلب واللاذقية وجبلة وحماة وطرطوس وإدلب محجاً وبثاً مباشراً ليس فقط لوسائل الإعلام على اختلاف أنواعها ومسمياتها بل للأقمار الصناعية والعيون البشرية.
لقد أذهل السوريون العالم وأثبتوا مرة أخرى كعادتهم أنهم صنّاع الحضارة والتاريخ.. ستة أيام ومواقع المنكوبين ترصد.. وتسجل.. وتؤرشف، وستبقى للتاريخ شاهداً ودليلاً على هول ما حدث وعظمة ما ظهر من تكاتف إنساني وتكافل اجتماعي وتعاضد وشعور وطني لم يسبقنا إليه أحد في العالم وربما لن يصلوا إليه.
ستة أيام كنا فيها خلية نحل وعلى قلب رجل واحد، وقد كنا وما زلنا وسنبقى سوريين وأهل الحضارة والأصالة.