إن ما حدث بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد دليل قاطع على أنّ الشعب السوري شعب حيّ، ويتمتع بصفات نبيلة وأخلاق حميدة تحثه على إغاثة الملهوف ونجدة الآخر حتى ولو لم يكن يعرفه أو تربطه به أواصر القرابة.
ففي مدينة حمص – كغيرها من المدن السورية – سارع الأفراد من تلقاء أنفسهم لمساعدة أهلنا المنكوبين والمتضررين من الزلزال في المدن الثلاث.. فها هي شابة من مدينة حمص وعن طريق منشور ” بوست ” كتبته على الفيسبوك، استنهضت فيه همة الشباب، فبرزت كناشطة اجتماعية ولبى عدد كبير من أهالي المدينة وريفها نداءها، و ساعدها في عملها مجموعة من الشباب الغيورين تجاوز عددهم الثلاثين شاباً وشابة، جمعوا حمولة أكثر من ثلاثين شاحنة من المساعدات العينية والمواد الإغاثية، فكانوا يعملون ليل نهار لتوضيب المعونات وفرزها وترتيبها، وتوجه وفد منهم إلى المناطق المتضررة لإيصال ما جمعوه.
ولم يتوانَ شاب آخر عن ترك عمله الخاص للوقوف على متطلبات جرحى ومصابي الزلزال، فكان صلة وصل بين سوريين في الخارج أرادوا مساعدة المنكوبين .. مع أن الشاب نفسه يسكن في بيت بالآجار وهو مصاب حرب وظروفه المادية ليست جيدة.
وناشطان بالعمل الإنساني قبل وقوع الزلزال، وبعد الزلزال تضاعف نشاطهما بالآجار وخصصا معظم وقتيهما في تلبية احتياجات المنكوبين وبذلا جهوداً جبارة في هذا المجال مع مجموعة من الشباب الفاعلين والنشيطين.
هي مبادرات فردية وغيض من فيض حالات كثيرة سنذكرها في أوقات لاحقة.. لأن أثرها وصداها الإنساني كبير جدًا.. فهؤلاء الشباب أعطوا دروساً في الوطنية الانتماء والحب .. لقد بادروا دون أن ينتظروا توجيهات رسمية من أي جهة كانت، وكان دافعهم الوحيد ضميرهم الحي وإيمانهم المطلق بمقولة أفضل المعروف إغاثة الملهوف .. لذلك فإن سورية الجميلة بشبابها وبكل مكوناتها ومقومات وجودها بخير وستبقى بخير وستنهض رغم كل شيء.