سنوات عجاف اثنتا عشرة مرت على سورية بفعل الإرهاب الأمريكي الموصوف عبر إتباع سياسة خلق تنظيمات إرهابية ودعمها بموارد الدول نفسها المستهدفة مع تهديد الدول الخانعة تحت أمرتها بدفع فواتير حمايتها.
أميركا التي كانت تقوم سابقا بالتدخل المباشر عبر قواتها وأسلحتها في شؤون الدول والعبث بأمنها عبر اختلاق الأكاذيب والأزمات بهدف إدارتها، غيرت اليوم استراتيجيتها واتبعت سياسة الفوضى الهدامة وزرع الفتن بين الشعوب ودعم تنظيمات إرهابية بينما هي تسرق الموارد والثروات و تعمل على إدارة الأزمات بطريقتها و سياستها الإرهابية دون أن تخسر جنديا واحدا أو تدفع دولارا واحدا.
سياسة إخضاع الشعوب بدأتها أمريكا في المنطقة بمشروعها الشرق متوسطي الجديد واستطاعت أن تحصل على قدم لها في المنطقة بعد احتلال العراق ثم استهدفت سورية وهي تدرك أن تدمير سورية سيكون بمثابة حجر الدومينو في المنطقة وبالتالي السقوط الحر للدول سيكون تحصيل حاصل.
سورية أسقطت المشروع الأمريكي.. وأفشلت مشروعه الإرهابي و توقف الحلم الأمريكي عند هذه الحدود لتبدأ مرحلة اصطفافات دولية و إعلان ولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب ..
الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها التاريخيون في أوروبا كانوا يتلاعبون بمصائر الشعوب وينهبون ثرواتهم ويستخدمون المنظمات الدولية خاصة تلك المعنية بحقوق الإنسان كمنصات للضغط عبر مجلس الأمن الدولي المسلوب الإرادة.. مع ممارسة سلاح الحصار وتجويع الشعوب كسلاح رديف بهدف الحفاظ على التفوق والاستفراد بالقرار الدولي.
واليوم كشفت كارثة الزلزال التي ضربت سورية مزاعم الغرب الشيطانية وبانت النوايا المشبوهة على حقيقتها وظهر الإرهاب الأمريكي الغربي في صورته الإرهابية و حقده الأعمى على سورية وشعبها.. فقط لأنها أفشلت المشروع الأمريكي وتكسر الحلم الإرهابي على أبواب دمشق.
سورية التي استطاعت الخروج من أخطر حرب إرهابية شهدها التاريخ الحديث قادرة على الخروج من تحت الركام بقوة وتصميم شعبها وتوازن سياستها وإعادة الإعمار لتعود إلى دورها التاريخي في الحفاظ على الوجه الحضاري للمنطقة وخلق توازنات عالمية جديدة ستكون نهاية لمرحلة مظلمة من السيطرة الأمريكية والأوروبية على العالم.
هذه سورية .. أرض الحضارة .. والأبجدية والتاريخ .. أساس سياستها السلام .. وعنوان كبريائها السيادة.

السابق