الثورة – أسماء الفريح:
أكَّد وانغ يي مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ضرورة الحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان من خلال المعارضة الحازمة للقوى الانفصالية الساعية لما يسمى “استقلال تايوان”، والالتزام الثابت بمبدأ صين واحدة.
ونقلت شينخوا عن وانغ قوله للصحفيين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن إنه ينبغي التمسك بحزم بسيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم استخدام المعايير المزدوجة في القضايا الرئيسية.
وأوضح أنه في الوقت الذي شدَّدت فيه جميع الأطراف على ضرورة حماية السيادة ووحدة وسلامة الأراضي فيما يتعلق بقضية أوكرانيا فيجب الالتزام بهذا المبدأ أيضا في قضية تايوان.
وفي كلمة له في المؤتمر أمس أكَّد وانغ أن جعل العالم مكاناً أكثر أماناً يتوقف على الاختيار الصحيح لكل من الصين وأوروبا.
وأضاف أن “الصين وأوروبا قوتان وسوقان وحضارتان رئيسيتان في عالم يتجه نحو التعددية القطبية “، معتبراً أن الخيارات التي تتخذها الصين وأوروبا لها تأثير كبير على الاتجاه الذي يذهب إليه العالم.
وتابع: “إذا اخترنا الحوار والتعاون فلن تظهر المواجهة بين الكتل، وإذا اخترنا السلام والاستقرار فلن تندلع حرب باردة جديدة، وإذا اخترنا الانفتاح والربح للجميع سيكون هناك أمل أكبر في التنمية والازدهار العالميين”، داعياً إلى بذل جهود مشتركة لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً.
وحول موقف الصين الرسمي من “حادث المنطاد” الصيني المدني غير المأهول، حثَّ وانغ خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ميونيخ بناء على طلب من الأخير الجانب الأميركي على تغيير المسار، والاعتراف بالضرر الذي لحق بالعلاقات الصينية – الأميركية نتيجة الاستخدام المفرط للقوة من الجانب الأمريكي، وإصلاح ذلك.
ورداً على سؤال حول العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، قال وانغ إن على واشنطن إبداء الصدق وتصحيح الأخطاء، والاعتراف بالضرر الذي لحق بالعلاقات بين البلدين وإصلاحه، وذلك على خلفية حادث المنطاد.
ووصف وانغ الحادث بأنه مسرحية هزلية سياسية من صنع الولايات المتحدة، وقال إن الصين أبلغت واشنطن بوضوح أن المنطاد الصيني قد انحرف عن مساره المخطط له ودخل المجال الجوي الأميركي، ودعتها إلى التعامل المشترك مع القضية بطريقة عقلانية ومهنية.
وأضاف “لسوء الحظ، تجاهلت الولايات المتحدة الحقائق الأساسية وأرسلت بوقاحة طائرة مقاتلة لإسقاط المنطاد الذي لايشكل تهديداً بصاروخ، وقال إن “مثل هذا العمل المتهور الذي لايمكن تصوره هو بلا شك استخدام مفرط للقوة، وانتهاك واضح للممارسات الشائعة والقانون الدولي المعني”.
وأوضح إن الصين تعارض ذلك بشدة، واحتجت بقوة على الولايات المتحدة بسبب هذا العمل، مبيناً أن السبب الكامن وراء تسبب الحادث غير المتوقع في إثارة مثل هذه الضجة في العلاقات الثنائية هو التصور الخاطئ للولايات المتحدة وسوء التقدير الاستراتيجي من جانبها تجاه الصين.
وأكَّد أن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة، القائمة على المبادئ الواضحة والشفافة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، تشجع على استكشاف الطريق الصحيحة للتوافق بين دولتين رئيسيتين، مشيراً إلى أنه على العكس ترى واشنطن أن بكين أخطر تحدٍ جيوسياسي ومنافس استراتيجي في سياستها، وهي تستخدم كل الوسائل الممكنة لعرقلة وقمع الصين.
وندَّد وانغ بقانون “الرقائق الإلكترونية والعلوم” الأميركي باعتباره أحادي الجانب ويخدم المصلحة الذاتية، وقال إنه القانون يستخدم سلطة الدولة لقمع الشركات الصينية وينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية ويعرقل بشكل خطير استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وأضاف إن القانون يظهر أن الولايات المتحدة تقف ضد التجارة الحرة التي تدعو إليها، مشدداً على أن هذا القانون لن يقوِّض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول الأخرى فحسب، بل سيهدد أيضا مصداقية ومصالح الولايات المتحدة نفسها.
وخلال اجتماعه مع جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني على هامش مؤتمر ميونيخ، ذكر وانغ أن بكين ولندن عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، ويتحملان المسؤولية المشتركة على الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
وأشار إلى ضرورة قيام الجانبين بإزالة جميع أنواع العوائق، والالتزام بالاتجاه الصحيح، وتعزيز التنمية الصحية للعلاقات الثنائية.
كما حثَّ وانغ الجانب البريطاني على النظر إلى تنمية الصين بموضوعية ونزاهة، وقال إن تحديث دولة ضخمة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة يعد تقدماً كبيراً للحضارة الإنسانية ويمثل فائدة كبيرة للعالم وليس تهديداً.
