علاء الدين محمد:
هل تمكن الزلزال بمشاهده المأساوية من تحريض الحالة الإبداعية..؟
كيف يمكن أن يعبّر الكتاب والمفكرون عن هذه الكارثة الإنسانية.. ؟
وهل نشهد من زيادة المنتج الأدبي بعد هذه المحنة..؟
أسئلة وجهناها إلى عدد من الكتاب الذين لهم دور ريادي في صيرورة التحولات الحياتية والمجتمعية وأصحاب رسالة
الحسن: حرضتنا المشاهد القاسية
لا شك أن حدوث الزلزال وما سببه من دمار وخراب وخسائر في الأرواح والممتلكات ،له تأثيركبيرعلى الحالة الإبداعية ، فهذه الكارثة مؤلمة جداً ، فرؤية الناس تحت الأنقاض ما بين حي مفارق للحياة ومن يصارع الموت ويصمد تحت الركام لعمري يجعل الحجر ينطق ، فكيف للأدباء والمفكرين أن يروا هول الزلزال ولا يعبّروا عن مشاعرهم بالكتابة.
أستطيع القول :إنه منذ الساعات الأولى للكارثة وبعد الصدمة التي تلقاها الناس عموماً والأدباء خصوصاً ، بدأت الأقلام بالكتابة عن الزلزال وآثاره وحجم القصائد والقصص والمقالات عن آلام ومعاناة متضرري الزلزال الذي ضرب سورية ومازالت الأقلام تنزف حبرها والقرائح مستنفرة .
كما قلت لك في البداية :إن هذا الكم الكبير من الألم وهذا المصاب الجلل لا يمكن للكاتب والأديب أن يبقى بمعزل عنه وعما يجري حوله ويقف موقف المتفرج ولا يحرك ساكناً ،سوف تحرضه المشاهد القاسية ، مشاهد الدمار وبكاء الثكالى والأطفال الذين أصبحوا بلا عائلة وصرخات الجرحى ومئات الذين قضوا تحت الأنقاض وتحرض ذاكرتهم وقرائحهم على الكتابة . ربما قصة أو مقالة وشعر وغيره…
وكلّ هذه الإبداعات من وحي الزالزال ( الكارثة)
حري بالكتاب والأدباء أن يستنفروا كلّ طاقاتهم لتوثيق المصاب الكبير إبداعياً .
بالتأكيد سوف تكتب عشرات المقالات ومئات القصائد والروايات والقصص ،لأن ما حدث لن تمحوه الذاكرة بسهولة وسوف تبقى صور المدن المنكوبة في أذهان الصغير والكبير وكذلك الأدباء والكتاب، وهم ملزمون أن يوثقوا الحدث إبداعياً وها نحن نرى اليوم اتحاد الكتاب العرب في سورية يفرد عدداً خاصاً عن الزلزال وتداعياته في جريدة الأسبوع الأدبي فقد تضمن العدد دراسات ومقالات وقصائد وقصص قصيرة للسادة الأدباء من الاتحاد وخارجه.
أستطيع القول نهاية :إننا في الفترة المقبلة سنشهد حركة طباعة عناوين عدة وكلها تتناول الزلزال وما نتج عنه لأن القصص والحكايا عنه لن تنتهي لسنين طويلة.+
الحافظ: أكبر من أي كلمة
بعد هذا الزلزال الذي زلزل الحجر والبشر..لا أعتقد أن الحالة الإبداعية قد تحرضت..لأن الذي حصل..أكبر من أي حالة و أكبر من أي كلمة..
هل تستطيع أي حالة الوصف أو الكتابة..عن جنين فتح الزلزال بطن أمه الحامل وخروجه من تحت الركام مع حبله السري..
لقد وضع الزلزال الحالة الإبداعية..تحت ركامه..
بصراحة وصدق..حاولت الكتابة..ولم أستطع..أن أعبر، فما نحسه أكبر من أي كلمة كانت..
قد تكون هناك زيادة في المنتج الأدبي..وسوف يكتب الأدباء عن الكارثة..
ولكن..تعجز كلماتهم وصورهم عن وصف ما جرى..ستكون كلماتهم باهتة وصورهم قاصرة عن تصوير حالة الناس وما عانوه..من دمار نفسي..
ميساء محمد: فيض الألم عصف بنا
لم تكن مجرّد طاقة مزّقت جسد الأرض وزلزلت كيانها.
كانت فيض من الألم عصف بقلوبنا وشرذم أرواحنا ،فحرّض رحم أفكارنا لتصرخ الكلمة ويولد الحرف.
نعم كلّ ما شاهدناه من دمار وبؤس ووجع دوّنه العقل ليولّد فيض من الأفكار تسطّر إبداعاً فنيّاً وأدبيّاً.
يمكننا التعبير وترجمة صرخة طفلٍ أو دمعة أمٍّ ثكلى.بنصٍّ شعريٍّ أو روايةٍ أو مجموعةٍ قصصيّةٍ، أو بلوحةٍ فنيّةٍ أو دراما تلفزيونيّة. فالفاجعة تثير شهوة الإبداع…
لا شك أن ما شاهدناه ونشاهده سواء الدمار أو حجم الفقد للأرواح أو تكاتف الشعب وغيرته الإنسانيّة أو ما قدّمته وتقدّمه الدول الشقيقة والصديقة ،سيساهم بشكل كبير بازدياد المنتج الأدبيّ وسيولّد حالة من التنافس الجميل الذي سيثري الساحة الأدبية العربيّة.