ديب علي حسن:
ربما جعلنا السواد الذي مررنا به بفعل العدوان الغربي المنظم علينا جعلنا نبتعد قليلاً أو كثيراً عن فعل التنوير الاجتماعي والثقافي والغوص في تفاصيل الكثير من القضايا المجتمعية بوجهها المضيء.
ذهبنا لاتجاهات شتى مع اننا نعرف أننا الأقوياء والواثقون من نصرنا العسكري والسياسي وقد استطعنا أن نبني قطبية عالمية جديدة.
وها نحن اليوم بامتحان الطبيعة ننجح أيضاً ونزيل الصدأ الذي علق قليلاً على الوجه من غير قصد ..
تجلت معادن الطيبة والشهامة والقيم التي ترسخت منذ أن كان السوريون ..
ما جرى ليس عادياً ولا عابراً أبداً.. إنها المحن الكاشفة لكلّ شيء..
في متابعة القصص والوقائع الكثير مما يروى، كلّ سوري هو حكاية وهو فعل تضحية ..من العامل إلى الفلاح إلى الطبيب والمهندس ورجال الإنقاذ والمسعفين ..
أبطال جيشنا الذين هم فعلاً حماة الديار زنود للعمل والدفاع عن الوطن …للحرب والإعمار..نعم لسنا هواة حرب إنما ندفع عن أنفسنا القتل والموت كما قال القائد المؤسس نحن صناع الحياة..
وسورية التي كانت ومازالت روح الحضارة والثقافة والعطاء ..ألمها هو ألم العالم الحر الحقيقي صاحب الضمير لا أصحاب الشعارات المزيفة..
وأمام هذه المحنة ظهرت الوقائع والحقائق وأولها أن السوريين شعب اللهفة والأصالة والقدرة على اجتراح الحلول ..
جناحا الوطن في الداخل والخارج يحلقان معاً لبلسمة الجراح ..
أينما كان السوري في أي مغترب يحمل معه تراب سورية وشغف العودة إليها..شغف أن يعانق أخاه السوري ويشم رائحة تراب سورية ..
وما أصدق ما قاله خير الدين الزركلي ذات يوم :
الأهل أهلي والديار دياري وشعار وادي النيربين شعاري
ما كان من ألم بجلق نازل واري الزناد فزنده بي واري
إن الدم المهراق في جنباتها لدمي وإن شفارها لشفاري
دمعي لما منيت به جار هنا ودمي هناك على ثراها جاري
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)
السابق