أهمية زيارة الرئيس الأسد إلى مسقط

خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان
بداية سلطنة عمان حكومة وشعباً ترحب بضيفها الكبير فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد، ولا شك أن السلطنة كانت سباقة بالتواصل العربي مع سورية فلم ينقطع التواصل العماني السوري منذ بداية الأزمة بل ازداد التواصل والتقارب مع سورية، فقد أدركت سلطنة عمان ماذا يحدث في سورية وأدركت ما تمثله سورية في خارطة العمل العربي المشترك وأدركت ثقل الجمهورية العربية السورية.
ومن هذا المنطلق سعت سلطنة عمان منذ البداية إلى محاولة انفتاح العلاقات العربية مع الشقيقة سورية، وبالتالي كان هناك تواصل وزيارات متعددة بين مسؤولي البلدين محاولة لسبر هذا الملف (ملف التقارب العربي مع سورية) اليوم تتوج زيارة الرئيس بشار الأسد إلى السلطنة كل ذلك التواصل والعلاقات العمانية السورية، ولا شك أن سلطنة عمان والجمهورية العربية السورية مضيا سوياً منذ البداية في خارطة طريق لتحقيق التقارب العربي.
موضوع عودة سورية إلى الجامعة العربية نوقشت منذ وقت سابق من العام الماضي في مؤتمر تشاوري بالكويت كانت السلطنة أحد أطرافه مع الجزائر وعدة دول عربية بهدف التنسيق لمشاركة سورية في القمة العربية السابقة بالجزائر، ونظرا لحرص سورية على أهمية الإجماع العربي فضلت عدم التواجد بالقمة، بالمقابل كان هناك حالة من النضج لهذا الملف تركت تأخذ مجراها، أعتقد أنها وصلت اليوم إلى مستوى متقدم وهناك تنسيق عربي وتواصل عربي واجتماعات من دول محورية مع الشقيقة سورية بهدف إيجاد أرضية لعودة سورية إلى الجامعة العربية.
زيارة الرئيس الأسد إلى السلطنة تكتسب أهمية كبرى في هذا المسار ولا شك أنه كما كانت البداية من سلطنة عمان نجد أن الدور المحوري يعول على سلطنة عمان تتويجا لتلك الجهود السابقة، والسلطنة تؤكد دائماً على أهمية اللحمة العربية والإجماع العربي والعمل العربي المشترك وتشكيل موقف عربي موحد في مواجهة القضايا الدولية وهذا بطبيعة الحال يتطلب مشاركة عربية جامعة وكتلة واحدة يفترض تبلورها من خلال عودة الجمهورية العربية السورية وعودة الأشقاء العرب إلى سورية التي باتت وشيكة.
التقارب السوري السعودي في ظل المتغيرات الدولية بات مطلباً ملحاً يدرك البلدان أهميته وربما هناك لقاءات رجحتها مصادر إعلامية عدة وجاء تعليق وزير الخارجية السعودي مؤخراً ليشكل مناخاً إيجابياً تجاه الشقيقة سورية وذلك بعد اللقاءات التي كانت لرئيسي الأمن الوطني وأمن الدولة السوري كبارقة أمل في هذا المسار السوري السعودي وبالتالي السوري العربي حيث يظل التعويل على استكمال العودة العربية إلى سورية وعودة سورية إلى الأشقاء العرب لإنهاء حالة التباعد التي استمرت (12) عاما .
العرب يدركون أهمية اكتمال المنظومة العربية في مواجهة القضايا والمتغيرات الدولية والحاجة ماسة لكتلة عربية واحدة وموقف عربي موحد وأهمية وجود سورية التي ترتبط أيضا مع طرف إقليمي كبير مثل (جمهورية إيران الإسلامية) التي فتحت آفاقاً للحوار مع الرياض مؤخراً، وكذلك الارتباط السوري مع طرف دولي ذو أهمية قصوى في مستقبل العلاقات الدولية (جمهورية روسيا الاتحادية) وهذه التقاطعات في المشهد الإقليمي والدولي لا تسقط أيضا أي علاقات مع قوى دولية أخرى طالما سادها الاحترام المتبادل بين الدول كمبدأ لتلك العلاقات الدولية.
زيارة الرئيس الأسد إلى السلطنة تفتح نوافذ الأمل لعودة عربية إلى سورية وعودة سورية إلى الحضن العربي، ولا يمكن العودة للوراء في أي استشراف عربي إيجابي للمستقبل، ونسأل الله أن تتوج هذه الزيارة والتواصل العربي عموما إلى فتح آفاقا رحبة لإعادة بناء العلاقات العربية العربية كما يجب أن تكون .
وختاما لا يفوتنا أن نهنئ الأشقاء في سورية ومصر وأبناء الأمة العربية بالذكرى الخامسة والستين لقيام الوحدة العربية بين الإقليم الشمالي (سورية) والإقليم الجنوبي (مصر) هذه الوحدة التي شكلت باكورة الأمل في وحدة العرب والتي نأمل أن يتم الاستئناس بها في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر على الوطن العربي ولا شك أن التفاؤل يسود المشهد العربي عموماً والله ولي التوفيق والسداد.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة