أفرزت المتغيرات التي فرضتها تداعيات الحرب العدوانية على بلدنا واليوم كارثة الزلزال ظروفاً ضاغطة بكلّ تجلياتها على بنية المجتمع السوري ومؤسساته المتعددة، ماترك آثاراً سلبية على مختلف الشرائح والفئات ،ولاسيما شريحة الطفولة والأسرة، وما أظهرته من تحديات تتطلب التصدي لها في المرحلة المقبلة على مختلف المستويات ،بعد تنامي ثقافة العنف، والخوف وظهور أنماط فكرية جديدة متباينة في المجتمع.
هذا الأمر يستدعي إلى حدّ كبير ضرورة تطوير أُسلوب التواصل الثقافي والإعلامي عموماً الموجه إلى الأطفال واليافعين والشباب بالدرجة الأولى باعتبارهم الأكثر تأثراً ، بما يساهم بعملية تعزيز توازنهم النفسي والذهني وذلك بالتشارك مع الجهات صاحبة الدور والعلاقة .
فعندما نبني جيلاً متوازِناً، نفسيّاً وذهنياً، واعياً يشعر بالانتماء لأرضه ووطنه والغيرة عليه، ومنفتحاً فكريّاً ومحصَّناً ضد الآثار السلبية لمصادر الثقافة المتعددة والمغرضة ، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في تنمية طاقات هؤلاء وقدراتهم وكفاءاتهم في المجالات المختلفة مع الأخذ بالحُسْبان ظروفَ المرحلة التاريخية وتداعياتها واستحقاقاتها الحاليّة والمستقبليّة، بما يجعلهُ قيمةً مضافةً وأساساً متيناً سليماً لبناءِ المستقبل بما يتطلبه من عناصر قوة ونجاح وتقدّم .
وذلك من خلال الاستثمار الأمثل لنقاط القوة ،وتجاوز مؤشرات الضعف وتحويل جملة التحديات إلى فرص تساهم في تطوير عمل جميع القطاعات حيث الأدوار متكاملة.ولنا في التكافل الاجتماعي والإنساني والمؤسساتي الصورة الأبرز والأوضح والأبهى بكلّ تفاصيلها الصغيرة والكبيرة .وإن كانت تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتشييك والقوننة.