الثورة- علاء الدين محمد:
من رحم النكبات تولد آمال جديدة، تجعلنا نأمل خيراً، وتتجدد صلابتنا، لنقاوم كلّ ماعساه يرمينا بحجر…ضمن مناخات مختلفة وحتى لا تغيب الحالة الإبداعية التي ولدها الزلزال .. كيف يمكننا الاشتغال على ثقافة مضادة لكل هذا الخراب الروحي والخواء الثقافي .. ؟
كيف يمكن استثمار هذا العمق الإنساني في ثقافة إبداعية..؟
وجهنا هذين السؤالين للكاتب والأديب والشاعر بديع صقور.
نصنع للحياة شمساً تشرق كلّ يوم
يقول بديع صقور: هذه الحالة التي ولدها الزلزال كان قد أصابنا قبلها كارثة كبرى وزلزال آخر بعد أيام يكون قد مضى على هذه الحرب ثلاثة عشر عاماً دفعنا بها أغلى ما نملك، جاءتنا قطعان من القتلة والداشرين هؤلاء الذين جاؤوا إلى أرض سورية دائماً أقول سورية الصديقة القديمة للشمس.
هذا التآمر الغربي الأميركي على سورية خلف دماراً وخراباً، أخذ أبنائنا وفلزات أكبادنا، ضاقت هذه الأرض صار من حولنا الكثير الكثير من القبور زهرات أرواحنا وأبناء هذا الوطن
انكسرت تلك النفوس لكنها ظلت صامدة، اجتاحنا خوف وهذا الخوف كان مشبعاً بالألم حاصرتنا دول العالم حاصرنا القتلة حاصرنا الطغاة في العالم حاولوا أن يبعدوا عنا رغيف الخبز ولقمة العيش ما زلنا صامدين ما زلنا نقاوم ونقاوم 13 عاماً ونحن نحمل أرواحنا على كفنا نقاتل من أجل الحياة من أجل الحب والسلام، هذا الشعب الطيب الذي عاش الكثير من الويلات عبر تاريخه …
ويأتي الزلزال الآن، لا نستطيع إلا أن نكون يداً واحدة.. أن نخرج بقامات شامخة نتحدى هذه الزلازل الكونية التي تحيط بنا لقد أعطى الإنسان السوري صورة جميلة ورائعة كيف تقاطر الناس بالحب والخير والعطاء صورة جميلة ورائعة إنه الإنسان السوري صاحب الأبجدية وصاحب النشيد والموسيقا والأغاني.. سيبقى هو الإنسان سنواجه بما حملناه من ثقافة روحية إنسانية من أجل هذه الحياة، يقول شاعر فينيقي اسمه ميلاغر ما الغرابة إن كنتم من سوريا نحن نقطن بلداً واحداً هو العالم والذي أنبتك وأنبتني وأنبت كلّ البشر سنبقى أولئك الذين يحملون راية الحب رايه السلام وراية اللقاء نحن أخوة وسنبقى أخوة.
هذا الزلزال وهذه الكوارث لن تزيدنا إلا قوة وشموخاً ومحبة للإنسان والحياة, فالإنسان أخو الإنسان فكيف إذا كان يعيش في وطن واحد ودم واحد وأرض واحدة وماء واحدة نحن أخوة سنستثمر ذلك من أجل أبنائنا وأجيالنا القادمين إلى الحياة من أجل أن نبقى دائماً كذلك الإنسان الذي يبدع، وسنبقى ذلك الإنسان الذي أبدع في العصور القديمة أيام أوغاريت وسواها ذلك البحار الفينيقي الذي أبحر إلى كلّ بحار العالم، سنظل نبحر ونبحر ونقاوم أمواج الحياة وزلازلها إلى أن تشرق الشمس وإلى أن نقول مع الشاعر الكبير الراحل الصديق العزيز محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة على أرض سورية ما يستحق الحياة من أجل حياة أفضل وإنسان أفضل يبحث عن الحب والخير والسلام نحن سنبقى وستبقى سورية الشعب والإنسان والحياة سورية الصديقة القديمة للشمس سورية المحبه سورية الخير، وسورية لن تدخر جهداً في أن تصنع للحياة شمساً تشرق كلّ يوم، نصبح على خير ونمسي على خير وننتظر شروق الشمس بعملنا بقدراتنا بكلّ ما نملكه من طاقه من أجل الحب والحياة.