الثورة – رشا سلوم:
حين وضع أدونيس كتابه المهم الثابت والمتحول أثار نقاشاً ما زال إلى اليوم.. تبعه مقدمة للشعر العربي ومن ثم زمن الشعر الذي نعيشه اليوم على الرغم من كل الغث الموجود.
أدونيس يتجاوز ذاته وهو عصي على التصنيف الإبداعي من هنا يأتي كتاب أدونيس سوريالية الذي يرى أنّ رؤية أدونيس التّجاوزية هي التي أثارت أكثر من إشكال حول تجربته الشعرية، لذلك فإن المسألة النظرية تظل دائماً منطلق العبور إلى منجزه النصّي بعيداً عن التقييمات الذّاتية والمسّلمات الجاهزة التي تستعجل أحكاماً مسبّقة، كثيراً ما وقع فيها عديد النقّاد نظراً إلى تأثّرهم بطبيعة الثّقافة السّائدة، وهي في مجملها ثقافة تنشدُّ إلى سلطوية الماضي والموروث، وتنظر إلى مفهوم الكتابة النقدية على أساس أنّها تعالج المنجز النصّي انطلاقاً من مدى وفائه لروح النّموذج، لا من حيث بعده الإبداعي. وهو ما حتّم عليه التحرّك في مناخ الصّراع، أي أن نكتب لنهزم الآخر، وأن نكتب لتصبح الكتابة ضرباً من الأسلحة تبيح وتحرّم وتمدح وتهجو.
بين نبوة جبران ورؤيا رامبو كانت إقامة أدونيس الشعرية، ومن ثورية ماياكوفسكي إلى ميولات أندريه بريتون التروتسكية تم تنشيط اضطرابه السياسي، أما غنوصيته المحفوفة بغير قليل من السلوك الوثني فقد نبتت من رحم البحث عن المشترك بين الصوفية والسوريالية. لذلك فإن مسألة العبور إلى منجزه النصي تظل أشبه بالمشي بين فخاخ ملغومة، إذ كثيراً ما افصحت أعماله الإبداعية عن كونها طريدة الكتابة الآلية وما يعادلها صوفياً بالشطح، فبدت لا نظامية، لا اللغة في حضرتها تستأنس ولا المعنى يروّض.
كتاب أدونيس سوريالياً
تأليف حاتم التليلي محمودي
إصدارات دارالتكوين 2022