الثورة – رانيا حكمت صقر:
شغفه بالتفاصيل والزخارف المعمارية الشرقية والأندلسية واللاتينية يزيد من عمق أعماله ويمنحها روحاً متميزة تجمع بين التراث والحداثة.
إنه الفنان فارس طوقان الذي تحدث لـ”الثورة” عن تأثير فن النحت بحياته منذ الطفولة، وكيف تحوّل هذا الشغف إلى التزام ومسار حياة.. يقول: “كنت دائماً مأخوذاً بجمال التفاصيل، وخاصة في العمارة القديمة والنقوش والزخارف الشرقية والأوروبية، واكتشفت مع مرور الوقت أن الحجر ليس مجرد مادة صمّاء، بل كيان يمكن الحديث معه وتشكيله ليحمل رسالة، قصة، أو حتى هوية أمة”.
وعن التقنية التي استخدمها، يؤكد أنه اختار النحت البارز كتقنية أساسية، وهي فن نحت الأشكال لتبرز بشكلٍ طفيف عن سطح خلفية مسطحة، ما يسمح باللعب بالضوء والظل لخلق عمقٍ دراماتيكي، ويوضح أنه يعمل بشكلٍ رئيسي مع الحجر الطبيعي والرخام.
لا يكتفي طوقان بالأدوات التقليدية، بل يدمج ببراعة بين التقنيات اليدوية الكلاسيكية الدقيقة “كالاستخدام الماهر للإزميل والمطرقة” والأدوات الحديثة التي تساعده في مراحل معينة من التشكيل أو التنعيم، من دون أن تطغى على الروح اليدوية الحرفية للعمل.. ويتميز أسلوبه بالتركيز على التفاصيل مستلهماً الزخارف المعمارية الغنية سواءً الأندلسية أو الشرقية أو الأوروبية، ويرى أن “الجمال يكمن في العمق لا في السطح”، وهذا ما يسعى لتحقيقه في كل نحتة.
ويضيف قائلاً: “النحت بالنسبة إليّ ليس فقط فناً بصرياً، بل هو فعل مقاومة ووجود، ومن خلاله أعبّر عن ذاكرة المكان، عن التاريخ والصمود، عن الإنسان في جوهره.
وأعتبره وسيلة لحفظ الذاكرة البصرية والثقافي، وأطمح أن أترك بصمتي الخاصة في الفن السوري المعاصر، من خلال تقديم أعمال تنبض بالهوية وتعكس وجدان الإنسان السوري وتاريخه بروح جديدة ولمسة معاصرة”.
ويشير إلى أنه يعمل على بناء أرشيف بصري يوثق من خلاله ما قدمه من منحوتات ومشاريع فنية، ويضيف في الختام: “رسالتي من خلال هذا الفن الإضاءة على الجمال السوري، وتقديمه بلغة معاصرة من دون أن أفقد جذوري أو هويتي، أطمح أن أكون صوتاً بصرياً يعبّر عن الإنسان السوري، وحضارته التي تستحق أن تبقى حيّة في الذاكرة والواقع”.