الثورة – فؤاد مسعد:
انتهت مؤخراً عمليات تصوير الفيلم الروائي القصير “سلملك” تأليف وإخراج عمرو علي، تمثيل كل من ريم كوسا وأحمد ميرعي، وإنتاج شركة صورة فيلمز.
حول خصوصية الفيلم ومحوره الأساسي يتحدث المخرج عمرو علي لصحيفة الثورة، مؤكداً أنه يتعرّض لواقع شريحة من النساء خلال المرحلة التي أعقبت سقوط النظام البائد، مُحاولاً تلّمس مستقبلهن في ظلّ الضغوطات التي يتعرضنّ لها نتيجة موروثات اجتماعية وقناعات أيديولوجية، مشيراً إلى أن الفيلم ينطلق من الهمّ الخاصّ للبطلة باعتباره مُعادلاً لهمّ عام يُلقي بظلاله على حاضرنا ويُضاعف من صعوبة استشراف مستقبلنا.
حضور الفيلم القصير
وحول حضور الفيلم القصير على الساحة، ورغبة العديد من السينمائيين بإنجازه، رغم أن حظوظ عرضه شبه غائب عن الصالات، يقول: “بالفعل تعرّض الفيلم القصير بشقيّه الروائي والوثائقي خلال العقود الماضية للتغيّب والتهميش في بلادنا، نتيجة سطوة الدراما التلفزيونية واحتكارها للمشهد الثقافي والفنّي، لكن مع تراجع الإنتاج التلفزيوني خلال سنوات الحرب وقلّة الإنتاجات السينمائية الطويلة عاد الفيلم القصير لتصدّر المشهد السينمائي في الدول العربية، بالتزامن مع طفرة المنصَّات الإلكترونية وتغيّر مزاج المشاهدة لدى الجمهور ونزقه، وميله إلى مشاهدة الأعمال القصيرة بالعموم.
ويتابع: “انطلاقاً من هذه الوقائع ازداد الاهتمام بالفيلم القصير وتوسّعت آفاق توزيعه وعرضه، والدليل أن معظم المنصَّات الكبرى باتت تُدرج قوائم الأفلام القصيرة ضمن محتوياتها، إضافة إلى ازدياد عدد المهرجانات التخصّصية وتنامي الجمهور المُتابع لها، ونتيجة لذلك يتوسّع ويزداد انتشاراً تأثير الفيلم يوماً بعد آخر”.
وفيما يتعلق بتجربته يقول: “على الصعيد الشخصي جاء التوجّه للفيلم القصير نتاجاً طبيعياً لكل التغيّرات سابقة الذكر إضافة إلى قلّة فرص العمل بالنسبة لجيلنا من المخرجين الشباب في الدراما التلفزيونية، وأمسى الفيلم القصير المساحة الوحيدة المُتاحة أمامنا نظراً لقلّة تكاليف إنتاجه وما يوفّره من حرّية في التجريب سواءً على الصعيد الفنّي أو حتى على صعيد اختبار أساليب إنتاج جديدة إضافة إلى قوة تأثيره وسرعة انتشاره وما يُحقّقه لصانعه من سمعة وحضور على مستوى المهرجانات السينمائية حول العالم، كما أن الفيلم القصير يتجرّد بطبيعته من القوالب المُسبقة الجاهزة و يتحرّر من الشروط التي تفرضها طبيعة العمل التلفزيوني مما يجعله مساحة خصبة لاختبار المخرج لأدواته ولتطوير لغته السينمائية و الارتقاء بها.
المهرجانات والانتشار المأمول
وعن الرصيد الذي تضيفه مشاركة الفيلم القصير في المهرجانات للمخرج، يؤكد أن المهرجانات السينمائية تُعتَبَر المقصد الأول للأفلام القصيرة، ويتابع قائلاً: “تُعدّ هذه المشاركات دليلاً على تميّز الفيلم وصانعه، وهو ما يُحقّق بالتالي السمعة والانتشار المأمول، وهذا ينطبق على المشاركة ضمن مسابقات المهرجانات الكبرى، مع الآخذ بعين الاعتبار ظهور عشرات وربما مئات المهرجانات المغمورة التي تفرض رسوماً مقابل المُشاركة وتُحجّم بالتالي من شروطها الفنّية وتدأب على توزيع جوائزها كيفما اتفق مقابل تحصيل الاشتراكات، الأمر الذي ساهم في تقزيم مفهوم الفيلم القصير وأدّى إلى ظهور عشرات الإنتاجات الرديئة التي أضّرت بسمعة الفيلم القصير وحوّلته إلى مُرادف للأفلام ضعيفة المستوى وفقيرة الإنتاج، وهذا مفهوم مغلوط بالضرورة ولا يُعبّر بالحقيقة عن طبيعة الفيلم القصير”.
ويشير إلى أنه يبقى تاريخ المهرجان ومصداقيته هما المعيار الحقيقي للتفريق بين الأفلام القصيرة وتمييز بعضها عن بعض، يقول: “آفاق عرض الفيلم القصير لا تقتصر على المُشاركة في المهرجانات رغم أهميتها، فقد استطعت شخصياً على سبيل المثال توزيع معظم الأفلام القصيرة التي أنجزتها مع القطَّاع الخاصّ أو المؤسسة العامة للسينما عبر منصَّات إلكترونية كثيرة كما شقّ بعضها الآخر طريقه للعرض عبر الفضائيات المحلّية”.