من الصعب بل من الظلم أن نتحدث في نفس الوقت عن أهل الخير الذين “فزعوا” لنجدة وإغاثة متضرري الزلزال وقلة من ضعاف النفوس.. فأصحاب الضمير والحس الإنساني والوطني، هم أشخاص أغلى من ذهب وجدوه بين الركام خلال عمليات إنقاذهم للضحايا، تم تسليمه بأمانة.
ربما من الطبيعي خلال الكوارث والأزمات والحروب ظهور بعض من ضعاف النفوس، أشخاص خانوا ضمائرهم، وكذلك الخبز و الملح، لكنهم قلة قليلة في مجتمعنا، وبالتالي من غير المنطقي التركيز على أفعالهم بأحاديثنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تتراكم فيه حملات الدعم المادي والمعنوي بكل أشكالها، والتي تمدنا بطاقة إيجابية وأمل وتفاؤل.
بينما الصور السلبية والقاتمة لتصرفات هؤلاء العابثين بأمننا ولقمة عيشنا وأرواحنا تثقل علينا الآلام والأوجاع، ويكفي الإشارة إلى سلوكهم لأخذ الحيطة والحذر، ولابأس من دلائل مثبتة على سوء وشناعة أفعالهم حتى تستطيع الجهات المعنية تجريمهم ومحاسبتهم قانونياً ولايكون حديثنا قال عن قيل.
نحن اليوم بأشد الحاجة لرؤية (رؤى القلب قبل العين) تلك السيدة المعيلة لأسرتها التي تبرعت بنصف راتبها لمتضررة من الزلزال مع شعورها بالخجل وتقديم عذرها، وهؤلاء الطلاب الذين زاروا مصابي هذ الكارثة معلنين أمامهم استعدادهم لتقديم أي عون من توزيع سندويشات على مرافقي المرضى إلى خدمات أصعب.
صور كثيرة يجب أن نراها بعين الفخر والاعتزاز ونشرها بين أفراد المجتمع، باعتبارها سلاحنا لمواجهة قدر لم يرحم حتى الأمهات الثكالى والأرامل.
لاأظن أن أحداً يخالفني الرأي أن دعوة المنكوب هي أشد وقعاً وأقسى عقوبة على من أمعن في تضميد الجراح واستمرار نزيف الآلام والأحزان في هذا المصاب الكبير.. هذه الكارثة الإنسانية.