سلوى إسماعيل الديب:
حتى في الكوارث نحتاجها كي نهدئ روعنا، نعيد عبرها النظر في كلّ ماحلّ بنا، عل تلك الألحان تشفع لنا ونحن نستمع إليها وتعيد إلينا بريق حياة لازلنا نبحث عنه حتى تحت الأنقاض.
في الريبورتاج التالي حاولنا الاقتراب من عوالم الموسيقيين لنفهم كيف يمكن لتلك الألحان أن تعلو.
سورية نبع الموسيقا
مطران حمص للروم الأرثوذكس جاورجيوس أبو زخم يقول: الموسيقا لغة عالمية تحاكي جميع البشر، وبلدنا نبع الموسيقا ونحن نفخر بخروج أول نوته موسيقية من سورية، وعلينا تشجيعها قدر الإمكان ليكون للموسيقا دور في حياتنا الحالية، من العقبات التي تواجه الموسيقيين عدم وجود الإمكانيات والقرارات لدى الأهل، حيث تدخل عدة عوامل، برغم وجود معاهد تهتم بالموسيقا ترعى المواهب، تدرس الموسيقا في المدارس الحكومية والخاصة ضمن المناهج، التي تلعب دوراً في تغير سلوك الأطفال وعقليتهم وتهذب تفكيرهم، في ظلّ ضعف الإمكانيات المادية لدى الأهالي، نحاول نحن الدعم على الصعيد الفردي قليلاً.
نهوض موسيقي رغم كلّ شيء
برغم أن الفرق الموسيقية لها حضورها وفاعليتها في المجتمع، هناك جهات رسمية لديها هاجس الاهتمام بالموسيقا، والأمر بحاجة لإعادة نظر حتى نستطيع تبني موسيقيين على صعيد فردي وصعيد جماعي، بظل وجود أشخاص مبدعين، يدرسون الموسيقا بطريقة علمية في المعاهد المتوسطة والعالية.
عند تبنينا لأشخاص صغار سيكون لدينا إبداعات، ومن خلال متابعتنا للحركة الثقافية نرى حضور مميز للموسيقا في المراكز الثقافية، ونتلمس رعاية ويبني واضح من الوزارة.
الحصار الجائر والأوضاع الاقتصادية الضاغطة جعلت الأهل أمام أولويات، هي تأمين معيشتهم اليومية على حساب الاهتمام بأي موهبة موسيقية لدى أبنائهم.
لامقر للتدريب
أما مدرب الموسيقا وعازف الكمان نوفل الدربولي فتناول العقبات التي تواجههم قائلاً: كانت الأمور جيدة في السابق لكن في ظلّ الوضع الاقتصادي الحالي لدينا الكثير من المعاناة من تأمين مقر للتدريب إلى أجور المواصلات وصعوبة الوصول لمكان التدريب مما ينعكس على جودة العمل ويحرم العازف من الحضور، مما أدى لزوال العديد من الفرق ومن الأمثلة على ذلك أننا كنا تتدرب في رابطة الخريجين الجامعيين فكان القادم من حي الزهراء يحتاج لساعتين للوصول، إذا وجدت وسيلة نقل، ولا ننسى عدم قدرة الأهل على تأمين الآلة الموسيقية لطفلهم، أو إصلاحها حتى، كون الآلات أجنبية وأسعارها مرتفعة، باستثناء العود وبرغم ذلك الإكسسوار مصدرها أجنبي مما يشكل عقبة أمام الفرق .
وأضاف: لا تتم تذليل العقبات إلا من خلال تبني جهة رسمية حيث تقوم بتأمين مكان لجمع العازفين وتأمين وسيلة نقل لهم، مما يخفف عن العازفين أجور النقل وأجر مكان الاجتماع، ولدينا مثال حي وتجربة مميزة ما قامت به قيادة شرطة في حمص من دعم لعازفيها.
في حال تبني الجهات الرسمية لهذه الفرق، لا يشكل عبئاً عليها لوجود المكان لديها ووسائل النقل سواء كانت الجهة نقابة الفنانين التي لديها واردات أو المحافظة، مع عدم حصر الأمر بالفنانين المنتسبين لنقابة الفنانين، وأن تشمل جميع الفنانين الموهوبين.
