لاشك أن الطفل السوري خلال سني الحرب الظالمة على سورية تعرض للكثير من الصعوبات والمشاهد التي أثرت عليه بشكل كبير كما الأهالي في كل مكان، بيد أن بعض المؤسسات الثقافية ساهمت بشكل أو بآخر من خلال المعارض والمسرحيات وورشات العمل والرسم من تقديم الدعم النفسي والمعنوي له.
اليوم في ظل الزلزال الذي شهدته سورية منذ فترة أصبح هناك عدد لايستهان به من الأطفال من هم بحاجة ورعاية على كافة المستويات، فهؤلاء عاشوا لحظات تضاهي كل معاني الألم والقهر، وهنا نقف ونؤكد أهمية ماتقوم به وزارة الثقافة من فعاليات ثقافية وفنية وموسيقية إضافة إلى ماقدمته فرقة صونا للمسرح الغنائي للأطفال من عروض متنوعة في مراكز إيواء متضرري الزلزال بحلب، وذلك لإخراج الأطفال من الحالة التي تحيط بهم وبث التفاؤل في واقعهم الصعب.
هذا النوع من الدعم النفسي للأطفال نحتاجه اليوم أكثر من أي يوم مضى لأن هؤلاء الأطفال يبحثون عن الابتسامة والمحبة والأحاسيس التي تجعلهم ثابتين قادرين على الاستمرار في هذه الحياة.
الفرح الذي لمسناه من خلال هذه المبادرات كان جميلاً وإنسانياً لأنه رسم البسمة على وجوه أطفالنا وكشف عن المعدن السوري النبيل المتجذر في أرضه ووطنه القادر على اجتراح البسمة والتعاضد مع أخيه السوري حين يتطلب الأمر.
أطفالنا أمانة في أعناقنا، وإنقاذهم فكرياً وجسدياً ومعنوياً من خلال المبادرات التي ترسم الفرح على وجوههم واجب علينا جميعاً ومسؤوليتنا جميعاً فمهما تعاطفنا فإننا لن نستطيع أن نضع أنفسنا في صورة المعاناة التي اختبروها، وقد نحتاج أياماً وربما شهوراً في تقديم كل مانستطيع لأنهم أولاً وآخرا هم أولوية بالنسبة لنا تفوق كل شيء.
رغم الزلزال الذي سرق منا لحظات الفرح واستبدلها بأوجاع ماتزال داخل قلوبنا، ستعود الحياة إلى ماكانت عليه، لن نيأس وسنرعى أطفالنا أجيال المستقبل، فالسوري الذي صمد وواجه اعتى حرب في التاريخ سينهض وسيعمر الحجر والبشر.
لن نفقد الأمل لأن العطاء عنوان يومنا وغدنا.. وأننا قادرون على ذلك لامحال.