تجسد السياسات والقرارات الأميركية ومن خلفها الإسرائيلية الحال الكارثية التي وصلت إليها الولايات المتحدة وأتباعها وشركاؤها في الإرهاب والبلطجة وكأنهم قد دخلوا جميعاً في تيه مظلم لا يعرفون له طريقاً ولا خروجاً.
فمواصلة واشنطن لنهجها التخريبي والتدميري والداعم للمجموعات الإرهابية، وكذلك استمرار الكيان الصهيوني بإرهابه وجرائمه التي فاقت كل الحدود والتوقعات، لجهة وحشيتها ودمويتها ونسفها لكل الحدود والأعراف الأخلاقية والإنسانية والقانونية، يؤكد أن تلك الأطراف قد فقدت أدنى درجات الفهم في قراءة الواقع ولحظ المتغيرات والتطورات التي اجتاحت المشهد الدولي بشكل عام، والتي لم يعد ينفع بعدها الإصرار على التشبث بسلوك وسياسات الأمر الواقع والهيمنة والتسلط والعدائية ودعم الإرهاب، لأن من شأن ذلك أن يدفع بالعالم نحو الهاوية.
أميركا اليوم بعيدة كل البعد عن قراءة الواقع والتعامل معه ولو بشئ من البراغماتية، لأن همها بات منصباً على نسف كل ركائز وعناوين المشهد الجديدة التي أعلنت بدء مرحلة الإطاحة بزمن القطبية والهيمنة الأميركية، بدل أن تخضع وتستسلم للواقع المرتسم على الأرض والذي اعترفت فيه الكثير من الدول الموالية لها، بل إن الاعتراف بأفول الزمن الأميركي أصبح يسمع جيداً من الداخل الأميركي- مسؤوليين وسياسيين وإعلاميين ومفكرين أميركييين-.
بكافة الأحوال فإن كل ما يقوم به الأميركي والإسرائيلي، بات يؤكد مجداً حالة التخبط والعجز والانهيار التي تلفهما من كافة النواحي، وهذا ما يدفعهما نحو التصعيد والهروب إلى الامام وارتكاب المزيد من الحماقات، ولعل هذه الحالة أضحت طابعاً يميز كل ممارسات وسياسات أطراف وأدوات منظومة الإرهاب بشكل عام، بدءاً من الأميركي والإسرائيلي، وليس انتهاء بكل المجاميع الإرهابية الموجودة على الأرض لتنفيذ الأوامر.