الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، من الركائز الأساسية التي دعت إليها موسكو، لبلوغ نتائج إيجابية حيال الأزمة في سورية، ويكون ذلك بالتوازي مع اتخاذ خطوة مهمة وكبيرة على طريق إثبات النيات الغربية تجاه دمشق عن طريق رفع الإجراءات القسرية الغربية الظالمة المفروضة عليها، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي سببها الزلزال المدمر.
وحدة سورية وسلامة أراضيها منطلق أساسي لأيّ عملية حوارٍ أو دعمٍ لجهود تتلمس الطريق نحو التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وعلى الغرب أن يتخلى عن عقلية الحرب بشقيها الساخن والبارد وعن العقوبات التي ثبت عدم جدواها، ويترجم أقواله فيما يتعلق بالدبلوماسية ومنطق الحوار التي يطلق العنان بالتصريح بها بين الحين والآخر إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع.
التضامن الإنساني من أرقى وأهم السلوكيات، وخصوصاً في زمن النكبات، وهذا قانون وثقافة إنسانية تفتقر إليها تلك الدول الغربية التي لا همَّ لها ولا ثقافة سوى حصار خصومها، حتى في وقت النكبات الطبيعية، كما يحدث اليوم من قبل محور الغرب الذي تقوده واشنطن تجاه سورية.
الإجراءات القسرية الغربية غير الشرعية المفروضة على سورية عرقلت جهود الدولة السورية في مواجهة تداعيات الزلزال، وتعمل كحجر عثرة أمام السوريين لتجاوز مرحلة صعبة أفرزتها الحرب الظالمة على وطنهم، وعلى جميع مفاصل الحياة التي تتأثر اليوم بحرب الغرب الاقتصادية المتوحشة.
وفي خضم كل ما يحصل وبالرغم من جميع الظروف الصعبة التي ساهم الغرب الانتهازي بتصعيدها، نرى بوارق الأمل ومساحات من النور في التطور الإيجابي بالمواقف الإقليمية والدولية تجاه سورية واستعادة دورها المهم في المنطقة، يوماً بعد يوم، ومشاهد الحراك السياسي، ومظاهر الدعم العربي والأجنبي أثناء كارثة الزلزال خير دليل على ذلك.
احترام وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضيها، قانون يجب أن يراجعه الغرب وعلى رأسه واشنطن كل يوم، وعليهم جميعاً السعي نحوه طائعين أو مرغمين، فلن يكتب الاستقرار في المنطقة والعالم إلا بخروج سورية معافاة من أزمتها بكامل سيادتها، وهذا أمر حتمي سوف يتحقق بجهود سورية وأصدقائها المخلصين.
منهل إبراهيم