الثورة-عمار النعمة:
لاشك أن سورية كانت ولاتزال مهد الحضارة والايمان والإنسانية.. منها كان الحرف الأول وكان الرسل الذين حملوا رسائل الحب لينشروا لغة الإيمان في العالم ..
نعم، ما أجمل لقاء من نحب بعد طول الغياب، إنّها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر، تفرح القلوب، لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس، حين تتناثر فيها أجمل الكلمات، وأرقّ التراحيب، هكذا كانت بحق الندوة الأدبية التي جاءت بعنوان المطران سابا إسبر كاتبا ومترجماً في قاعة المحاضرات في كنيسة الصليب بدمشق حيث شارك فيها د.محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب، والقاصة وجدان أبو محمود رئيسة مكتب فرع السويداء لاتحاد الكتاب العرب والأديب د.راتب سكر .
د.محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أكد في كلمة له أن المطران سابا أسبر عميق الثقافات، رجل علم ودين ومحبة ألف العديد من الكتب، وكتب العديد من المقالات التي أغنت روحنا بالعلم والثقافة والجمال والإنسانية، مشيراً ان المطران سابا تحدث عن الحب في دروب الخلاص وارتباط الحب والأخلاق بالعائلة وبالمجتمع وما أصاب المجتمعات الغربية من تفكك ومن دعوة للمثلية ومن صراع فهو لديه القدرة على استشراف المستقبل.
وقال د.الحوراني : دور المثقف هو التشارك مع هذه الفعاليات التي تعرفنا وتغني فكرنا برجال أثبتوا عبر التاريخ جدارتهم بحب الوطن والانتماء والأصالة، فالمطران سابا يتحدث بكثير من التعمق، فهو الذي دعا إلى الابتعاد عن الحقد والكراهية، تحدث عن القدس بعمق ووجع عندما قال: لايمكن ان يخلص العالم من الظلم دون ان نخلّص القدس من الاحتلال الصهيوني لها.
وأضاف : المطران سابا عالم جليل، قامة وقيمة، سيرة ومسيرة ربطت القول والفعل فغدا بمثابة المدرسة التي يجب ان ندخلها ونتعلم منها ومن ثقافتها فهو الوطني الأصيل المتجذر انتماء وأصالة.. وبالتالي عندما نكرم المطران سابا فنحن نأتي بالقيم والثقافة والنبل والانتماء، ومن الواجب علينا كمثقفين ان نتداعى لتكريم هذه الشخصيات لأنها كفيلة بخلق جيل حقيقي، جيل ينتمي للأرض والدفاع عنها وعن مقدساتها.
بدوره الأديب د.راتب سكر قال: نلتقي اليوم لنصافح شخصية مهمة ارتسمت على جبينها أحلام فكرية وثقافية نضرة، شخصية رسمت الحب ونشرت المحبة والإنسانية، ألا وهو المطران سابا أسبر عميق الثقافات والعلوم والمعرفة.
وأضاف د.سكر إن مسيرة المطران سابا كانت غنية بالعلم والثقافة، كتب العديد من المقالات الثقافية والدينية والاجتماعية والإنسانية المهمة في مضمونها والتي وقف من خلالها عند أوجاع الإنسان وأفراحه وأحزانه لتبقى رسالة للأجيال القادمة، مشيراً أن المطران سابا يذهب إلى مهمته الجديدة خارج الوطن ليكون رسول المحبة والإيمان، وليبقى في قلوبنا الإنسان والمحب والأصيل والمؤتمن على ثقافتنا وعلى رسالة السيد المسيح رسالة المحبة والسلام .
رئيسة مكتب فرع السويداء لاتحاد الكتاب العرب وجدان ابو محمود بالنيابة عنها الشابة الأديبة سارة زيتون قدمت مداخلة قالت فيها : قد يتسنى للمرء الحديث عن مبدع او كاتب او مفكر بيد أنه من الصعوبة بمكان الإحاطة بشخصية فريدة ملهمة متقدمة علميا وفكريا ودينياً ، شخصية جمعت في تكوينها مزيجاً مدهشاً من التسامح والروحانية والثقافة وسعة الإطلاع، وتولت إلى حين مهمة تخصيب الحياة الصعبة بالمحبة.
وأضافت : يعز على المحبين الوداع غير أن الأثر الطيب الذي خلفته في السويداء بعد أربع وعشرين عاماً يثبت أن المحبة تنقذ العالم وسنقول لك دائما: شكراً.
وفي الختام ألقى المطران سابا أسبر كلمة عبر من خلالها عن شكره العميق لهذه الكلمات الرائعة التي أثلجت صدره حسب تعبيره، وقال : أذهب في مهمتي الجديدة الى تلك البلاد حاملا معي جوهر المسيحية التي بنته انطاكيا، ونعني المشرق السوري العام الذي خرج منه السيد المسيح والتلاميذ والرسل الذين أسسوا المسيحية في هذه الديار ، وأحمل الإرث المسيحي الأصيل الذي بات العالم كله يفتقده.
وأضاف سيادة المطران: هنا الأصالة، وهنا المسيحية الحقيقية، رسالتنا ليست بقليلة، وماخصنا الله به ثمين ويجب ان لانستهين به، ومن واجبنا أن ننقل كلمته وجوهر تعاليمه الى العالم، لأن العالم يستحق ان يخلص، ولذلك أقول: على صلوات الأحبة أسير فأنا رسول خادم أتيت لنقل كلمة الحياة للبشر فبادلوني الحب بالحب والوفاء بالوفاء.