مخطىء جداً في امتلاك رؤية مستقبلية من فوجىء بالاتفاق السعودي- الإيراني برعاية صينية ، ولا يعرف ألف باء العلاقات الدولية ، وخاصة بالنسبة للدول الفاعلة من كان يستبعد هذا الاتفاق ، فقد كان الكثيرون يضعون هذه العلاقة في نقطة الخلاف والصراع متعامين عن وقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا.لكن الإعلان جاء أشبه بوقع الصاعقة على كيان الاحتلال الصهيونى ، وهو المستفيد الأكبر من هذا الخلاف ، وهو العامل على تأجيجه بطرائق وأساليب شتى، ذلك أن الإقليم كلّه سينعم بالنتائج الإيجابية لهذا التقارب باستثناء الكيان الصهيونى المؤقت الذي خسر بسرعة وبضربة فنية خاطفة الكثير من أوراقه وتمّ تعطيل مسار مشروعه البغيض.
فقد كانت السنوات العشرون الماضية حافلة بالتوتر في العلاقات ما بين الرياض وطهران لتبلغ أسوأ حالاتها مع بدء الحرب في اليمن قبل ثماني سنوات وفشلت فيها المحاولات الدولية لإيقافها بالوسائل الدبلوماسية ومن خلال الحوار ، ما بين السعودية واليمن ، ومن خلف ذلك زيادة التوتر مع إيران وسط بروز تحالفات دولية ضاغطة تمثّلت في إغلاق عدة سفارات عربية في وقت واحد ، وتعدد أشكال الخلاف واتخاذه ميادين متعددة .
بعد هذه الخلافات وبعد ثماني سنوات من الحرب في اليمن جاءت مساعي بكين ناجحة في تحقيق اتفاق تاريخي سيكون له آثاره الإيجابية على كلّ الأوضاع في المنطقة، وفوق هذه الساحات سيكون لهذا التوافق منعكسات على العلاقات الإقليمية كلها بدءاً من تركيا ومصر وصولاً إلى أفغانستان في مسيرة تخالف وتعاكس المخططات الأميركية والصهيونية وتجهض الكثير منها .
سورية رحبت بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين وقدرت عالياً الجهود المخلصة التي قامت بها القيادة الصينية في هذا المجال وتمنت استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية وأصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم. فسورية التي واجهت الحروب والضغوط ترى في هذا الاتفاق تحقيق رؤيتها في التركيز على العلاقات الثنائية كخطوة نحو تحسين العلاقات العربية -العربية والعلاقات مع دول الجوار .