الثورة – غصون سليمان:
على بيادر الحرف تفتح روزنامة الأيام صفحاتها وقد خط معلموها ومعلماتها كنوزا معرفية طالت جميع السقوف الدراسية، مراحل متعددة لكل منها خصوصيتها وطابعها النفسي والاجتماعي والتعليمي ..ذكريات حاضرة في البال لتلك المقاعد والألواح الخشبية وصور أولئك الذين كانوا لنا قدوة وعونا وضياء. في عيد المعلم.. لن تستريح الأقلام فهي تصوغ من عمق التجربة والخبرة قدرة هؤلاء على اجتياز المصاعب والتحديات، حيث مهنة التعليم لم تكن سهلة يوما وتكاد تكون اليوم من الأعمال الشاقة لطالما تغيرت ظروف الحياة والنظرة المستقبلية للأشياء، واجتياح مفاهيم التربية الحديثة وغزوها للكثير من المؤثرات الإيجابية السائدة، وانتقالها الى الضفة الأخرى من تعويم للمفاهيم السلبية على صعيد الأسرة والمدرسة وأسلوب التعامل حتى في القاعة الصفية، ماخلق شرخا وتباينا بين أركان العملية التعليمية المتكاملة إلى حد ما.
هي مهمة صعبة لاسيما خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا، لكن معلمينا ومعلماتنا والمجتمع السوري من خلال الأسرة المتفهمة والضابطة لإيقاع التشوهات الطارئة والدخيلة، تجاوز الكادر التعليمي والتدريسي والأسري العديد من الثغرات السلبية والتي لم يكتب لها الاستمرار والظهور على أرض الواقع.
زرع المعلم العربي السوري خلال مسيرة نضاله الطويلة أروع البذور لنقطف أنضج الثمار.. ثمار العقل والمعرفة، ثمار العلم والتقدم والتطور، لبناء أجيال واعية منتمية قادرة على تحصين المجتمع من آفات الجهل والتخلف والفوضى.
وبالتالي من حق الجميع أن يعيشوا بأمان واطمئنان وسلام وأن يتوفر لرسل الحرف كل أسباب الراحة المادية والمعنوية، فهم الجيش التربوي القادر على تحقيق النهوض وإحداث الفرق على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية.
كل عام والأسرة التعليمية والكوادر التدريسية بألف خير.