الثورة:
استخدم الفراعنة حلوى المارشملو علاجا للسعال الجاف، والتهابات الحلق والمعدة، الأمر غريب.. لكنه حقيقي!
قبل نحو ألفي 2000 عام قبل الميلاد، اكتشف الفراعنة عشبة الخطمي أو المارشملو العجيبة، التي غيرت مجرى طرق علاج العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تسبب آلاما حادة في الحلق قد تصل إلى السعال الجاف.
عبقرية جذور هذه النبتة التي تنتمي لعائلة النباتات الخبازية المنتشرة على ضفاف الأنهار والمروج الرطبة.
قد ترى أنها لا علاقة لها بحلوى “المارشملو” الشهيرة في مجتمعنا الحديث، التي يشتهيها الأطفال وأحيانا الكبار.
فقد أحب الفراعنة هذه النبتة، فعندما كانت تجف تكسر إلى قطع صغيرة تنقع في الماء للحصول على شراب سائل، ليمزج بالعسل أو شراب السكر لصنع مادة تشبه الحلوى، فتصبح جاهزة للتداوي بها، ومن يتناولها يكون في ذلك اليوم خاليا من كل الأمراض التي قد تأتي إليه، لقدرتها على بناء طبقة واقية مخاطية في الفم والحلق تحمي من التهيج والتورم.
قد تظن أن الجميع كان يحق له التداوي بالمارشملو، ولكن لسوء الحظ، هذه الطريقة كانت مخصصة لنخبة المجتمع والملوك والآلهة فمن تداوى من الآخرين بها عد مجرما.
حيث التطور الذي حدث على حلوى المارشملو لتصل بعد سنوات إلى الشكل الحديث المتعارف عليه اليوم، بدأ على يد الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر، حين استبدل صانعو الحلوى المادة السائلة الناتجة عن العشبة النباتية “بالجيلاتين” لتصنع من الماء والنشا وشراب الذرة والجيلاتين، توضع قطع المارشملو بعود صغير، ثم تسلط نار هادئة عليها لتكون طبقة كريمية تضفي عليها الطعم المميز اللذيذ.
ليصل المارشملو إلى الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين بعد إدخال عملية التصنيع الآلية وانتشارها في السوق، فيضخ الخليط الرقيق عبر أنابيب طويلة، ثم تقطع المارشملو إلى قطع متساوية بألوان تخطف أنظارنا فنهرع في تناولها.
فإذا كنت تعاني انزعاج التهابات الحلق والمعدة والأمعاء يكفي غلي جذور المارشملو، وإضافة القليل من العسل أو السكر شأنها شأن عشبة اليانسون.