الملحق الثقافي – رجاء علي:
وجهي بلون القمح
وعطري سوسن الحقل
هكذا قال لي عاشق
يوما
ولأني كنت مراهقة خجولة
تجاهلت الغزل
واعتبرت ماقاله قصيدة غريبة
لاتشبه قصائد نزار
وذلك العاشق مضى
في ممرات بعيدة
صارت القصائد تتهاوى على آذان قلبي
جميلة رشيقة
كنت أعيد ترتيبها في دفتر خاص
وأرسم حولها بقلم الرصاص
أزهاري
وأتركها على أمل أن تتفتح
قلوبا من نبيذ
وخاتما من ألماس
يزدان بأصابعي الصغيرة
كنت مدمنة قصائد
وكان كل عاشق يقرأ أفكاري
امتلأ الدفتر
فقدت أزهاري لونها
وفي لحظة يأس من وعد لم يأت
أطعمت دفتري لمدفأة جارتي
فأنا لا أملك مدفأة
لاأملك انتظارا لقطار صفارته تثير شهوة اللقاء
لا أملك فستانا أسود
لسهر وحفلات رقص
كانت ثروتي تلك القصائد
كلما هاجمني شبح الفقر
أبيعها لتاجر الأشياء القديمة في نهاية الشارع
وهو يتغزل بوجهي الأسمر كلون القمح
كان يمنحني شموعا كما أرغب
لليل حزين مرهق
ومن بساطتي
كنت أضحك في سري
من عشاق عبروا الطريق
وتوقفوا عند إشارات قلبي الحمراء
سعيدة بالشموع أنا
ودفتر قصائدي صار جمرا
يلهو فوقه كأس الشاي
في فوضى غريبة
أتمنى أن أصنع
دفترا جديدا
فقد أعجبني مذاق الشاي مع هال القصيدة.
العدد 1137 – 21/3/2023