الملحق الثقافي – ليلى مصطفى:
الانبهار آفة … تغتال أرواحنا
كم من المواقف نحتاجها لكشف معادن بعض البشر
و زيف ادعاءاتهم…كم من عمر نحتاج لابتلاع شوك
حقيقتهم و فنون خداعهم…
من المؤسف أن تتحول العلاقات الإنسانية و الطبيعية بين البشر إلى ما هي عليه الآن من سقوط إلى القاع..و أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمصالح المادية الدنيئة التي ترفضها الأخلاق الحقيقية…
إلى أي مرحلة من الاغتراب وصلنا..!
حتى ممن تربطك بهم صلة الدم..أو عمر من الصداقة
…دهر من الحب…أو المعرفة التي تعتقد أنها قوية..
إلى أي حد أصبحنا غرباء عن ذواتنا..نحب.. نكره..نتبادل الزيارات .. الاطمئنانات ..التهاني وفقاً لمصالحنا..!
أزورك..تزورني..أسأل عنك عن أخبارك..تسأل عني أحادثك تحادثني لأنك..أو لأنني فلان..و قد صرت ذا شأن أو في موقع قرار أو سلطة..أو جاه و ثراء..يثير ألف سؤال..!
مؤسف أن تنحط القيم و الأخلاق إلى هذه الدرجة من البؤس و الرخص …أن يتنازل الإنسان عن كرامته و إنسانيته التي باتت على المحك…
مؤلم و مرير هذا الواقع و الخلل الذي أخشى أن يصبح متجذراً فيه…
لا أدري في أي زمن أصبحنا..و في أي حياة أو مرحلة نحن…و كيف باتت القيم مقلوبة في هذا الزمن الرديء..!!
قيم أفنى الآباء أعمارهم لغرسها فينا..أن تتحول هذا التحول المخيف إلى زيف بات سمة واضحة تطبع العلاقات الإنسانية…!
طوبى للإنسان الحر.. الذي قاوم و مازال يقاوم تلك الردة..طوبى لمن لا يشترى ضميره و لا يباع…
طوبى لأخلاق لم و لن يلوي ذراعها جاه أو مال أو تقرب من أصحاب النفوذ…و لم تلهث…
طوبى للفرسان الذين لا يخادعون
رغم كل مرارة…
طوبى لمن لم يبحث إلا عن فضائل الحب …العطاء..
طوبى لنفوس لم تغير أصالتها..و مفاهيمها عن الحق و الخير و الجمال…
طوبى لنفوس حرة أبت إلا أن تكمل رحلة حياتها بلا خضوع للماديات التي تسلبها كرامتها..
التي تشوه الروح ..و تبعدها عن حقيقتها و جوهرها.
العدد 1137 – 21/3/2023