الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
بالتأكيد لست صاحب المقولة أبداً، ولست بشاعر مع أني أيام الشباب كتبت ما ظننته شعراً، ومازال قسم كبير منه حبيس دفاتري لكنه لا يعدو أن يكون كلاماً جميلاً ..
صاحب المقولة السابقة شاعرنا الراحل سليمان العيسى الذي كتب ذات يوم: على نصف قرن ونيف حاولت أن أكون شاعراً …سليمان العيسى بمنجزه الشعري المتميز أصالة ومعاصرة وحداثة.. حاول أن يكون شاعراً كما قال …فماذا نقول عمن لا يفكون الحرف ولا يعرفون ألف باء النحو واللغة، ومع ذلك يصنفون أنفسهم أنهم شعراء؟
يوم الشعر العالمي الذي يصادف اليوم …نعرف أن المستشعرين كثيرون جداً، وقلة تحقق أول شروط طريق الشعر ..ولكن لابد لهذا الكم الكبير أن يخرج مجموعة من الشعراء.
وفي يوم الشعر أيضاً استوقفني ما كتبه الناقد والشاعر بيان الصفدي عن تجربة الشاعر العراقي سعدي يوسف وحسب الصفدي قال يوسف:إنني مدون حياة ولست شاعراً كنت أريد أن أقول إنني لا أنتمي إلى رطانة السائد وانبتاته ..وأنا أؤمن أن الشعر ميدان الحقيقة، وهو لا يمثل الأيديولوجيا بل يمثل الحياة.
وحسب الصفدي فإن سعدي يوسف قدم قصيدة ضاجة بالحياة.
ترى كم شاعراً الآن استطاع أن يفعل ذلك وأن يكسر المألوف ويخرج من نمط البلادة في رصف الكلمات لتبدو كأنها قصيدة..الشعر حياة ورؤى وقدرة على الاستشراف الشاعر الحق راء، والرائي مجدد في كل شيء ..وإلى هذا يشير أدونيس في كتابه زمن الشعر وأيضاً في محاضرات الإسكندرية(الشاعر الشخص الذي يستبق فيشعر بما لا يشعر به غيره وبما أن الشعور نوع من الفكر أو هو فكر آخر حيث إنه لا فصل بين الشعور والفكر، فمن الممكن القول إن الشاعر هو الشخص الذي يستبق فيفكر بما لا يفكر به غيره…).
وقبل أدونيس كان جبران خليل جبران قد أشار إلى ذلك ولاسيما في مجال اللغة وحياتها ورونقها..
اليوم نحتاج الشعر والشعراء. لكن للأسف حضر الشعراء وغاب الشعر.
العدد 1137 – 21/3/2023

السابق
التالي