احتفلنا نهاية الاسبوع الماضي بعيد المعلم، ويوم أمس بعيد الأم، من خلال العطلة الرسمية وبعض اللقاءات التكريمية، التي تخللها توزيع هدايا رمزية وتوجيه كلمات وعبارات جميلة عن الأم ودورها في بناء الأسرة والمجتمع والمعلم ودوره في تربية الأجيال وتحصيلهم العلمي والمعرفي..
طبعاً هذا أمر ضروري ولابد منه كل عام.. لكن هل تكفي مثل هذه المظاهر في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه الكثير من الأمهات، وفي ظل المعاناة المادية والمعنوية التي يعيشها معظم المعلمين على امتداد بلدنا؟
في الحقيقة لا يكفي أبداً لأن المطلوب القيام به لمصلحة الأمهات والمعلمين في بلدنا مازال كبيراً.. فمثلاً على صعيد أمهات الشهداء، وأمهات أبناء الشهداء في القوات الرديفة، لابد من معالجة أوضاعهن من كافة الجوانب بعد أن فقدن الزوج والابن، وبالأخص منح شهدائهن كافة حقوق وميزات الشهيد العسكري من (تعويضات-راتب دائم – التداوي في المشافي العسكرية والمدنية مجاناً- فرص عمل- سكن – الدخول في مفاضلة الجامعات لذوي الشهداء- بطاقة الشرف..الخ)، حيث إن عدم المعالجة انعكس وينعكس عليهن سلباً وبشكل كبير، وبالأخص في ظل الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة جداً التي يعشنها.
وعلى صعيد المعلمين لابد من السرعة في معالجة الواقع غير المقبول لإجورهم وتعويضاتهم وتأمينهم الصحي، ومعالجة أوضاع المعينين منهم خارج محافظاتهم بعيداً عن أولادهم وأزواجهم وعائلاتهم، حيث توجد حالات كثيرة منها يستحيل أن تعطي العطاء المطلوب لتلاميذها أو طلابها بسبب ظروفها المادية والنفسية القاسية جداً، ولا بد من أن نوفّر للمعلمين أينما كانوا البيئة المناسبة للبناء فهم (بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان غاية الحياة ومنطلق الحياة) وعندها نصبح قادرين أكثر على مساءلة ومحاسبة كل من يخرج منهم عن القواعد القانونية في تأدية رسالته وفي تعامله مع تلاميذه وطلابه كما هو عليه الحال الآن بالنسبة لظاهرة الدروس الخصوصية المستفحلة جداً.