أطفالنا أكبادنا لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيوننا عن الإغماض، وتنشئة الطفل وتربيته مهمة صعبة بكل المقاييس وتحتاج إلى دراية وعلم واستفادة من تجارب من سبقونا، ممن ربوا الأطفال، أو ممن تعلموا أكاديمياً في الكليات والمعاهد الاجتماعية.
إذاً هي عملية تربوية هدفها واحد وهو تنشئة طفل يكون ناجحاً وبانياً للمستقبل الواعد في مجتمع يحتاج لجهد كل أبنائه، لكن الشيء الذي هو محور زاويتنا هو أن الأطفال ليسوا على سوية واحدة في السلوك، فكم يعاني الأهل معاناة كبيرة من طفل مشاكس غير منضبط وشرس في تعامله مع من حوله وتصدر منه تصرفات مزعجة لهم، ومسببة للألم حتى لمن معه في الروضة أو المدرسة.
وفي هذه الحالة لا يمكن السكوت أبداً على تصرفات الطفل الخاطئة، ولابد من المحاسبة وأول أمر في المعالجة هو الحوار وبهدوء وتفهم الأهل عن سبب هذه التصرفات والتنبيه بعدم القيام بها، وإذا لم تنفع هذه المعالجة نلجأ إلى حرمان الطفل من أشياء يحبها مثل بعض الأكلات الطيبة يجدها أمامه لعله يعود عن تصرفاته المسيئة.
وإن لم تنفع هذه الطريقة (الحرمان) من الممكن أن يتم تجاهل الطفل قليلاً من الوقت ولاسيما تجاهله إذا طلب حاجة ما ونشعره بأننا منزعجون من تصرفه وأخطائه المتكررة، وعليه أن يعتذر.
وهنا لابد من ملاحظة وهي أن بعض الأهل يلجؤون إلى الضرب المبرح وهنا الكارثة والطامة الكبرى في المعالجة، فالطفل لا يعود إلى الصواب بهذه الطريقة، ولذلك لا بد أن تتجلى لغة العقل والحكمة وهي أن نعد الطفل بهدايا قيمة أو مشوار جميل كنزهة والتكلم معه بكلام لطيف ووصفه بصفات مميزة مثل “أنت بطل وجميل وشاطر” كلما قام بعمل معين أو أدى وظيفة كلف بها، فالمربون الناجحون ينتجون جيلاً متميزاً بحكمتهم وبتعاملهم الحاذق مع الأبناء والعقاب للمسيء لا يكون بالزجر والضرب والشتم بل بالأسلوب التربوي الأمثل.
وختاماً نقول: الحوار مع الطفل ثم الحوار وعلى مبدأ إصلاح الخلل لا يكون بالقسوة المهدمة بل ببناء الشخصية بناء قائماً على تفهم الطفل وتوجيهه.
جمال شيخ بكري