تقرير- لميس عودة:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن موسكو ستقرر مستقبل وآفاق علاقاتها القادمة مع الغرب وفقاً لشروطها الخاصة، متى ما أرادت ذلك، وفي حال قررت قيادات الغرب أن تستيقظ من أحلامها.
وقال لافروف خلال اجتماع لمجلس أمناء صندوق «ألكسندر جورتشاكوف « للدبلوماسية العامة، اليوم الاثنين، «على الرغم من الحملة الغربية القذرة الهادفة لمحو كل ما يتعلق بروسيا، لا يزال لدينا العديد من الأصدقاء في جميع دول العالم، بما في ذلك الغرب، وبالرغم من قلة هؤلاء الأصدقاء في الغرب ندرك تماماً أنهم يتعاطفون مع بلدنا متعدد الجنسيات، ويحبون الثقافة الروسية، ويشاركوننا قيمنا الأخلاقية التقليدية».
من جانبه أكد سكرتير مجلس الأمن الروسى نيكولاى باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول أوكرانيا إلى معسكر حربي كبير.
ونقلت وكالة تاس عن باتروشيف قوله فى لقاء مع صحيفة(روسيسكايا غازيتا) أن دول الناتو تعتبر طرفاً فى الصراع الأوكراني بشكل واقعي فقد جعلوا أوكرانيا معسكراً حربياً كبيراً من خلال إمداد جيش البلاد بالأسلحة والذخيرة وتقديم معلومات استخبارية له باستخدام مجموعة من الأقمار الصناعية وعدد كبير من الطائرات دون طيار فى محاولة لإطالة أمد المواجهة العسكرية لأطول فترة ممكنة خدمة لهدفهم الرئيس فى دحر روسيا فى ساحة المعركة ثم تقطيع أوصالها.
ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة ومع إعلانها شعارات ديمقراطية ودفاعها عن حرية التعبير ظاهرياً إلا أنها أكثر الدول انتهاكاً لسيادة البلدان الأخرى فهي الديكتاتور الرئيسي في العالم وأكثر دولة شنت حروباً وأطلقت العنان لها حول العالم.
في غضون ذلك قال مدير إدارة التعاون الاقتصادى بوزارة الخارجية الروسية دميترى بيريشيفسكي لوكالة نوفوستي لا نستبعد أي خيارات للرد على القيود الغربية غير الشرعية، تتوفر لدينا الامكانات والأدوات المناسبة ونحن مستعدون لأي تطور للأحداث ومع ذلك فإن موسكو تسعى لتجنب إجراءات بالغة الشدة.
على التوازي اعترف الممثل السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الحروب التي أطلقها الغرب في العقود الأخيرة بـ «الأخطاء».
جاء ذلك ضمن كتابه الذي صدر أخيراً بعنوان «العام الذي عادت فيه الحرب إلى أوروبا»، والذي يتناول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عام 2022، حيث اشتكى بوريل من أن الرأي العام في هذه البلدان، وكذلك في الدول «التي عانت من الاستعمار» مستعدة لتقبل ما أسماه «الدعاية الخارجية».
في الوقت نفسه، لم يذكر بوريل في كتابه من كان السبب في هذه «الأخطاء» المأساوية بأي شكل من الأشكال، ولم يحلل الأسباب التي دفعت هذه الدول اليوم للثقة بروسيا أكثر من الثقة في الغرب.
ويكتب بوريل: «في عدد من البلدان التي مرت بالاستعمار، وكذلك بالأخطاء اللاحقة مثل الحرب في العراق، غالباً ما يكون الرأي العام عرضة لأكاذيب الدعاية وحملاتها الضخمة للتلاعب بالمعلومات، لا سيما فيما يتعلق بالتأثير المزعوم لعقوباتنا على الطاقة والغذاء، والإمدادات لدول الجنوب».
وأعرب بوريل عن أسفه لأن عدداً من البلدان «أكثر حساسية لعواقب الحرب (أزمة الغذاء والطاقة) من أسبابها».