يفترض أن تنخفض الأسعار في رمضان لا أن ترتفع، ففي كل عام وقبل حلول الشهر الفضيل ببضعة أيام، يسارع أصحاب المحال التجارية التي تبيع بالمفرق والجملة إلى رفع الأسعار بهدف تحقيق المزيد من الأرباح المادية، بينما يبقى المواطن _ وهو الحلقة الأضعف – في حيرة من أمره لاسيما أن مرتبه الشهري يمارس مبدأ المراوحة في المكان .. فلا هو قادر على مقاطعة ما يعرض في السوق من مواد غذائية ضرورية، وقضية رفع الرواتب وبالتالي القوة الشرائية التي أصبحت في الحضيض ليست بيده …!!
وهكذا، يفسر بعض التجار عبارة “رمضان كريم” بزيادة أرباحهم وثرواتهم، ويفسرها المستهلك بأنه سيكون بوسعه تدبير أموره وتجاوز واقعه وظروفه الصعبة.
وهنا.. نتساءل عن دور الجهات المعنية التي تساهم على نحو غير مباشر في تمادي التجار الشّطار الذين لا يرتدعون عن طريق تسجيل مخالفات بحقهم أو فرض غرامات مالية عليهم من مبدأ :” يا فرعون.. مَنْ فرعنك …؟؟” بل يجب أن يكون هناك قانون يردعهم ويضع حداً لتجاوزاتهم المكشوفة والمعروفة والمخالفة لكل عرف أو تقليد تجاري، وحتى لا يكون كلامنا تعميماً أحمق ؛ لا زلنا نسمع عن مبادرات خيرية، يقوم بها أشخاص يكتفون بهامش ربح بسيط مقابل تأمين حاجة المواطن، أو يبيعون المواد بسعر التكلفة.. ونتمنى أن يزداد عددهم ليكونوا مثالاً يحتذى لغيرهم من التجار، فالفرق شاسع جداً بين من يفهم الشهر المبارك بأنه شهر تراحم وتعاضد، وبين من يفهمه على أنه زيادة أرباح وتحقيق مكاسب مادية كبيرة …!!