الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
الوقوف بمواجهة الجمهور من أكبر المواجهات، فكيف إذا كان المطلوب أداءه دور تمثيلي، وتلقي ردات فعل المشاهدين بشكل مباشر، بمناسبة يوم المسرح العالمي قدم المسرحي المبدع “تمام العواني” من على منبر اتحاد الكتاب العرب في حمص محاضرة بعنوان ” لماذا نحتفل بيوم المسرح؟” بحضور حشد من أعضاء الاتحاد ورواده سنورد بعض ما ورد فيها:
بدأ المحاضرة بالسؤال: لماذا سمي المسرح أبو الفنون؟
وتابع: لأنه من أكثر الفنون تأثيراً في الناس فمشاهدة أي مسرحية هي عملية التحام بين الجمهور والممثلين على خشبة المسرح، حيث يجسد الممثلون أمام المشاهدين جانباً من التجربة الإنسانية ويفسرونها، فيخرج المشاهد وقد أضاف إلى المتعة معرفةً الحياة.
يتضمن هذا الفن بالإضافة لفن الكتابة الأدبية المتمثلة بالنص المسرحي، وفن الممثل والإخراج، والفن التشكيلي المتمثل في تصميم وتنفيذ الملابس المسرحية، فهو فن تناغم وتناسق، لتشكل هذه العناصر وحدة فنية، وبالنتيجة هي ليست نتاج عقل واحد، وإنما نتاج مجهود عدد من الفنانين.
كانت بدايةً فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عام 1961، أثناء المؤتمر التاسع للمعهد الدولي للمسرح بمدينة فيينا، باقتراح من رئيس المعهد، بتكليف المركز الفلندي بتحديد 7 أذار من كل عام يوماً عالمياً للمسرح.
وهو تاريخ افتتاح مسرح الألم، في موسم المسرح بمدينة باريس، الذي كان يحمل اسم “ساره برنار”، كانت التقاليد الثقافية الخاصة بالمهرجان المسرحي في 27 أذار، هي تقديم العروض المسرحية للاحتفال بالمسرح، ويوجد ما يقارب مئة فرع لهذا المعهد الدولي للمسرح موزعة في كافة أنحاء العالم، والمؤسس الأصلي للمعهد هو مؤسسة اليونسكو بالتعاون مع شخصيات مسرحية عامة، وهو من أهم المؤسسات الفنية الدولية غير الحكومية التي تهتم بالتبادل الثقافي العالمي في مجال الفنون.
ويتم في هذا اليوم اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة تُلقى في هذا اليوم ويتم تعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم.
وأضاف تمام العواني: “لا بد أن نذكر بعض الشخصيات التي ألقت هذه الكلمة وكلهم شخصيات هامة: المخرج الأمريكي بيتر سيلرز، المخرج الكوري كارلوس سيلدران، وسيمون مكبورني من بريطانيا..
كان للعالم العربي نصيب في إلقاء هذه الكلمة أولاً: الكاتبة المصرية فتحية السعال وثانياً سلطان بن محمد القاسمي، وثالثاً الكاتب السوري الذي نفخر به سعد الله ونوس..
وذكر “العواني” عدة رسائل خلال المحاضرة منها رسالة المسرحي سعد الله ونوس التي تحت عنوان “الجوع إلى الحوار” وقد ورد فيها: هناك حوار يتم داخل العرض المسرحي، وهناك حوار بين المتفرجين أنفسهم، وحوار ثالث مضمر بين العرض والمتفرج وأنا أؤمن أن بدء الحوار الجاد والشامل هو خطوة البداية لمواجهة الوضع المحيط..
وأشار في نهاية المحاضرة إلى أن الهدف من هذا الاحتفال باليوم المسرحي العالمي، هو تعزيز هذا الشكل الفني في جميع أنحاء العالم وزيادة الوعي بأهمية هذا الفن، ودفع قادة الرأي إلى إدراك قيمة المجتمعات، إضافة لتقوية فكرة الاستمتاع بهذا الفن كهدف بحد ذاته، ونشر الوعي والمعرفة بين الناس، لترسيخ هذا الفن الجميل عبر العالم.