الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
تتحاشى النظر إليه منذ زمن طويل
لكن عندما ثبت الشاشة على فيلم
«حب عادي» بدأت تسترق النظر
أجواء الفيلم الكئيبة…
جعلتها تشعر باحتراق رهيب في داخلها
ومضت تقارن
تلك الزوجة القابعة أمامها في المشفى
تقاوم مرضها الشرس بقوة
حين مضت دقائق قليلة
عادت إلى النظر إليه فإذ به
غارق في نومه
سحبت يده ووضعت وسادة تحت رأسه
وانصرفت تتابع ما تبقى من الفيلم
في الشارع ذاته حين كانا يسيران بداية الفيلم
قبل عملية الزوجة الخطرة
هاهما يسيران بعد قهرها للمرض
شعرت بالعجز
عادة تلجأ إلى حيلة تجمد قلبها
وكل أحاسيسها
ولكن أمثال هذه الأفلام تفك التجميد
كارثة كبرى
خاصة حين يحل المساء
وتتزاحم الأفكار
ويخبو بريق الأعمال
وتبقى وحدها معه
مجرد ساعة أو ساعتين على الأكثر
ولكن يأكلها الندم
داخلها يصرخ
روحها تتمزق
كل الليالي بكماء
تحيط بها هالات سوداء
وحين يأتي الصباح
فنجان القهوة الشقراء
مع قطع الشوكولا الغامقة
تجعلها ترتعش خوفاً وبرداً
وحنقاً
وتفقد كل الكمات معناها
وتستغرب هذا الحمق
لم يكن يوماً حباً عادياً
كان مجنوناً وعميقاً
تعلمت المشي قربه
ضحكاتها الأولى معه
كل المرات الأولى معه
وها هو يصبح عتيقاً
فيما مضى كانا عشاقاً
فيما مضى تعانقت الأرواح
وفيما مضى كانت تطير نحو المساء
ويفتح الكون أجنحته يعانقها
وكل موسيقا الكون تعزف بحضوره
واليوم فقدت الحياة جدواها
تمضي السنوات ملاصقة له
عاجزة عن الحراك
كأنها في كابوس فاقدة كل الحواس.
العدد 1139 – 4-4-2023