فؤاد مسعد:
يبقى موضوع التخاطر جدلياً و إشكالياً، يحتمل الكثير من الآراء بما فيها تلك المشككة فيه، ولكن بعد دوران عجلة عرض الأعمال الدرامية في شهر رمضان بات أقرب إلى الاقتناع بوجوده، واليوم هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد هذا الكلام،لا بل بلغ التخاطر ذروته حين لجأ كتاب ثلاثة مسلسلات إلى فكرة «خطف الأطفال » كمحور تتفاوت أهميته بين عمل و آخر وتتراوح بين أن يكون خطاً عابراً أو خطاً درامياً رئيسياً تُبنى على أ ساسه أحداث لاحقة، ومن هذه المسلسلات الثلاثة عملان تدور حكايتهما في البيئة الشامية.
فكرة خطف الأطفال ليست بجديدة فكانت حاضرة بين وقت و آخر ضمن أعمال درامية، ولكن لم يسبق أن اجتمعت عدة أعمال دفعة واحدة لتقدمها في الموسم الدرامي نفسه، والخوف أن تذهب الأمور إلى ما هو أبعد وتتحول إلى موضة أسوة بالكثير من الموضات الدرامية التي تظهر فجأة ويتبناها
عدد من الكتاب والمخرجين وربما يطلبها العديد من المنتجين، ففي مسلسل «مربى العز » إخراج رشا شربتجي وتأليف علي معين صالح شكلت هذه الفكرة أحد المحاور الأساسية في الحلقات الأولى، والأمر نفسه تكرر في مسلسل «زقاق الجن » إخراج تامر إسحاق وتأليف محمد العاص ولكن بأسلوب آخر،حيث تم خطف طفل وقتله في البساتين وخطف آخر والحبل على الجرار، أما في الإطار الاجتماعي المعاصر فتم تمرير فكرة الخطف بشكل عابر ضمن أحداث مسلسل «الكرزون » إخراج رشاد كوكش وتأليف مروان قاووق ورنيم العودة.
رغم اختلاف المعالجات الدرامية بين عمل و آخر إلا أن هناك سؤالاً يُثار حول سبب تكرار الفكرة نفسها، أهو من باب التخاطر أم المصادفة أم هو المطلوب أم ..؟، والأمر لا يقف على هذه الفكرة و إنما يتعداه نحو تكرار أفكار أخرى الخشية أن تتحول إلى «موضة » كسهولة القتل من دون حسيب أو رقيب، وهي حالة ظهرت في عدة مسلسلات ومنذ حلقاتها الأولى،خاصة تلك التي تم تسويقها على أنها «ملحمية » إضافة لأعمال دارت أحداثها في البيئة الشامية.