الثورة – فردوس دياب:
” في بيتنا مراهق”.. كانت عنوان فعالية توعوية للأسرة ضمن الأسبوع التوعوي الذي أطلقته كلية التربية في جامعة دمشق، تحدثت فيها الدكتورة رافات أحمد الأستاذة في قسم الإرشاد النفسي, مؤكدة أن الهدف من هذه الفعالية تسليط الضوء على المشكلات عند المراهقين، ووضع الأهل بصورة هذه المشكلات لمعالجتها وحلها بغية الوصول إلى بناء شخصية واثقة للمراهق. مشيرة أن فكرة هذه الفعالية مستمدة من المشاكل المتكررة التي يعاني منها الأهل عندما يكون في البيت مراهق أو أكثر، ويقفون عاجزين عن حلها ولا يعرفون لها أسباباً ولا علاجاً إلى الدرجة التي يصفون فيها هذه المرحلة أي مرحلة الطفولة بأنها عقوبة وكارثة، مع العلم أنه يجب أن تكون هذه المرحلة من أجمل المراحل التي تمر بها العائلة والمراهق.
ليست عقوبة..
من هنا كانت دعوتها للأهل بضرورة عدم النظر إلى هذه المرحلة على أنها عقوبة أو شيء سيئ، لاسيما وأنها مرحلة يتبلور فيها وعي الطفل المراهق وفيها ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد.
وعن أهم مميزات المراهقة، أوضحت أن المميزات الجسدية والبلوغ هي من أهم وأبرز التغيرات التي ترافق المراهقة بما في ذلك التغيرات الفيزيولوجية والهرمونية، كحدة الصوت وزيادة الطول والوزن وهذه التغيرات تزيد من الانفعالات والتوتر عند المراهق، وخاصة أثناء التعامل مع الآخرين وأثناء النقاش والحوار، مبينة أن هذه الطاقة الكبيرة لدى المراهق يجب أن يتم تفريغها بأساليب ووسائل عديدة أهمها ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية.
وتحدثت عن المميزات النفسية التي ترافق المراهقة وتتجسد بالانتقال من التفكير الحسي إلى المجرد وذلك من خلال طرح الابن المراهق العديد من الأسئلة التي تتعلق بالكون وبالأنا، وبالآخر، أي أنه ينتقل إلى التفكير الجنسي بالطرف الآخر، ذلك أن المراهق أو المراهقة خلال هذه المرحلة يتحضر إلى أن يمارس دوره كرجل أو كامرأة.
*دور الأهل
ودعت الدكتورة أحمد الوالدين إلى عدة سلوكيات يجب عليهم تجنبها أثناء تعاملهم مع ابنهم المراهق، أهمها: تجنب إهانته ومقارنته بغيره من الأصدقاء أو الأقارب، سواء مقارنة بالشكل أو بالإنجاز أو بالعمل، وتجنب إهانة أصدقاء المراهق أمامه لأنه قد يفكر أنها إهانة موجهة له، وبالتالي يجب أن يكون الأهل بيت أسراره، داعية أن تكون العلاقة بين الأهل والمراهق قائمة على الاحترام المتبادل والثقة واحترام أسراره وعدم التفتيش بأشيائه وأغراضه الخاصة، وعدم استخدام العنف والشتم والضرب بل يجب الإصغاء له ومحاورته ومتابعته بشكل دائم وإشعاره بالحب والاحترام وأنه موجود ككيان مستقل ضمن أفراد الأسرة له قيمته وله احترامه وعدم إهانته وتكسير شخصيته.
دور المدرسة..
وبالنسبة لدور المدرسة في التعامل مع المراهق، أكدت الأستاذة الجامعية على دور المدرسة الهام في هذه المرحلة العمرية الحساسة والحرجة، وذلك يكون من خلال الاستعانة بالمرشدين النفسيين الموجودين بالمدارس للاستماع إلى المراهق وحل مشاكله بالتنسيق مع الأهل ضمن منهحية تربوية صحيحة بعيداً عن السلوكيات الخاطئة وغير التربوية.