الثورة_ علاء الدين محمد:
الطفولة من أجمل المراحل العمرية للإنسان وأهمها.. لابل وأكثرها تأثيراً في حياته وبناء شخصيته، لهذا من الضروري اهتمام الأسرة بهذه المرحلة العمرية التي تتشكل فيها مفاهيم وقيم ومهارات الطفل.
أقيم في المركز الثقافي بالمزة نشاط تفاعلي تحت عنوان: (أطفالنا صنّاع المستقبل) أدارت النشاط سوسن القطان، وتضمن النشاط مجموعة من الإرشادات للأهالي لكيفية التعامل مع أطفالهم، وغرس القيم الجمالية في نفوسهم، ثم العمل على زرع بذور الحب والخير، مع تعزيز الإبداع والقيم الأخلاقية، إضافة لبعض الأنشطة التفاعلية للأطفال الحاضرين، وتقديمها على خشبة المسرح حيث قدم مجموعة من الأطفال حكايا وقصصأً بلغة حوارية وتفاعلية تحت عنوان:(الدراسة والطموح) تقول الحكاية: في جلسة اليوم قال سليم لسلام: أتعلمين ياسلام، أنا أشعر بالملل من المدرسة والدروس والواجبات، متى ستأتي العطلة ونتخلص من هذا التعب؟
قالت سلام: معك حق يا أخي، شيء ممل للغاية، فأنا أرغب بالنوم أكثر والاستيقاظ متى أشاء، وأرغب باللعب أكثر وأستغل الوقت بممارسة ما أحب، فنصف وقتي يضيع بالمدرسة، والنصف الآخر بحل الواجبات، سمع الأب والأم بكلام الطفلين، ثم قال الأب: الدراسة التي تتذمرون منها اليوم يا أحبتي، ستحلمون أن تعودوا لها عندما تكبرون.
ألا تحبون أساتذتكم ورفاقكم؟ فأجابا بصوت واحد: نعم، ثم أكمل الأب قائلاً: أتذكر أن الملل الذي كنتما تشعران به عندما تعطلان عن المدرسة، قال سليم: هذا صحيح، الحياة مملة بلا رفاقي، وقالت سلام: وأنا لا أريد الابتعاد عن معلماتي وأتحمل الاستيقاظ باكراً، ثم قال الأب: والدراسة التي تتذمرون منها، هي التي تحقق حلمكما.. ادرسا واجتهدا لتحققا طموحكما، قال سليم: أنت محق يا أبي، وقالت سلام: محق يا والدي.
حكاية مملوءة بالمواعظ والإرشاد بأسلوب حواري جميل يخلو من القسوة وهو قريب من لغة الطفل يتسربل إلى كينونته باللين والحب.. ويتقبله الطفل بسهولة، لأنه منفعل ومتفاعل فيه.. شارك الأب أطفاله بصناعة حل مشكلة الملل التي تعتريهم في البيت.. وهذه المشاركة التفاعلية التي حظيت بها سلام وسليم، هي التي صاغت النهاية السعيدة لقصة الدراسة والطموح، وأفضت حالة من الطمأنينة على كل أفراد الأسرة.
علينا أن نمنح أطفالنا مساحات من الحب والحرية كي نستطيع الوصول إلى مشاعرهم..أفكارهم مخيلتهم..لنتمكن من إيصال ما هو مناسب لميولاتهم من الأفكار والقيم عبر التشويق والإمتاع.