الثورة – لجين الكنج:
هو يومٌ تطهرَتْ فيه الأرض السورية من آخر جندي فرنسي دنّس أرضنا الحبيبة، وذلك بفضل تضحيات أجدادنا المقاومين الشرفاء.
هو يومٌ أشرقت فيه شمس النصر والمقاومة على السوريين جميعهم وعلى أرضهم.
السوريون وهم يحيون الذكرى السابعة والسبعين لعيد الجلاء، يستحضرون تاريخ أجدادهم الذين صنعوا الاستقلال معمداً بالتضحيات، ومستلهمين فكر ومعاني ودلالات الجلاء بالدفاع عن أرض الوطن وصيانة استقلاله ووحدته الوطنية.
في السابع عشر من نيسان، وفي كل يوم على مدار العام، يستذكر أبناء سورية مسيرة أجدادهم الذين قارعوا المحتل طوال ربع قرن حتى طردوه من أرضهم، ليكون يوم الجلاء موعدا يستعيد معه الشعب السوري الأبي ذكرى قوافل الأبطال والمناضلين الذين رحلوا وظلت أسماؤهم باقية كالشمس.
أولئك الأبطال الميامين، واجهوا المستعمر الفرنسي وقبله المحتل العثماني، بإرادة قوية، وعزيمة صلبة، وإيمان راسخ بالنصر، فعبدوا بدمائهم الطاهرة طريق الاستقلال، وكان لهم ما أرادوا، والتاريخ ومازال شاهدا على معركة ميسلون المحفورة في الذاكرة وبسالة قائدها وشهيدها وزير الحربية آنذاك يوسف العظمة، وبقية أبطالها وشهدائها كعلامة مضيئة في تاريخ سورية والعرب أجمع، حيث هذه المعركة تختصر أسمى معاني التضحية والدفاع عن عزة الوطن وكرامة أهله.
أبطال الثورات العربية الأصيلة التي امتدت على مساحات الوطن، ذودا عن حياضه، رفضوا المساومة على وحدة تراب هذا الوطن، فقارعوا المستعمر الفرنسي، غير آبهين بقوته وجبروته، وقدموا ملاحم عظيمة في التضحية والصمود، وصنعوا بدمائهم الزكية الاستقلال، فأورثوا للأجيال اللاحقة تاريخا زاخرا بالأمجاد، ليشكل هذا التاريخ مدرسة وطنية، يستلهم منها أبطال الجيش العربي السوري معاني البطولة والفداء، وهم يصنعون اليوم النصر على الإرهاب، وعلى الدول الداعمة له، وبدمائهم العطرة يصنعون جلاء آخر ونصرا أعظم.
السابق