رئيس التحرير أحمد حمادة:
لم يكن المستعمر الفرنسي، ومن قبله العثماني، ليخرج مندحراً من أرضنا السورية لولا دماء شهدائنا، والتضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا الأبي، والتي جاءت تحت رايات الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، مروراً بالثورات التي قادها المجاهدون إبراهيم هنانو وصالح العلي وأحمد مريود وحسن الخراط ورفاقهم الثوار على امتداد ساحات الوطن.
لقد حمل أجدادنا راية الكرامة، وقاوموا المحتلين، وانتصروا عليهم، وها هم أحفادهم اليوم يحملون الراية بعد أن رسخ لهم آباؤهم القواعد الشامخة لمدرسة المقاومة ضد كل محتل وغاز، مسجلين انتصاراً على الإرهاب ومشغليه، وعلى العدوان الإسرائيلي ورعاته، ومصممين على المضي بمقاومتهم حتى تحقيق الجلاء الأكبر، الذي يعني خروج المحتلين الأميركيين والأتراك والصهاينة من آخر ذرة تراب سورية.
ولما كان السابع عشر من نيسان قد شكل حالة مفصلية بين مرحلة الانتداب والاحتلال والهيمنة الاستعمارية والقهر والظلم التي فرضها المحتلون على شعبنا، وبين مرحلة الاستقلال وفرض الهوية والسيادة، فإن شعبنا يحيي ذكراه كل عام ويستلهم معانيه العميقة.
صحيفة “الثورة” تلتقي اليوم مع عدد من ضباط الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري للحديث حول معاني ودلالات عيد الجلاء والدروس والعبر المستخلصة منه وليسلطوا الضوء على هذا اليوم الأغر، وعلى تضحيات شعبنا وجيشنا في مقارعة المحتلين والغزاة بالأمس، وتقديمهم اليوم الغالي والنفيس وهم يصدون منذ عقد ونيف جحافل المحتلين الأتراك والأميركيين، ويدحرون أدواتهم من الانفصاليين والمرتزقة، فيطهرون أرضهم من رجس “القاعدة وداعش والنصرة وقسد” وأخواتها وأفراخها، وهم أكثر تصميماً على المقاومة حتى تحقيق الجلاء الأكبر وتحرير الشمال والجزيرة من المحتلين الأتراك والأميركيين والجولان من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وها هم اليوم بعد عقد ونيف من الحرب العدوانية الظالمة، والحصار الظالم والجائر يسطرون أروع ملاحم الجلاء الجديدة.