عودة سورية

خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان:

على خلفية الاجتماع التشاوري العربي بالرياض الذي ضم إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي كلا من مصر والأردن والعراق، يبدو أن هناك محاولات عرقلة أميركية لموضوع عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ما يشكل تبديداً لآمال وتطلعات لم الشمل العربي التي انتهجتها عدد من الدول العربية للتعامل مع الأزمة السورية على اعتبار أن ابتعاد الدول العربية عن سورية وعدم انخراط سورية في المنظومة العربية هو جزء من الأزمة السياسية التي بدأت منذ عام 2011م والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع غالبية الدول العربية وتجميد عضوية سورية لدى الجامعة العربية، بالإضافة إلى إصدار عدد من القرارات الاقتصادية للمجلس الاقتصادي العربي ضد سورية والتي للأسف أسهمت في زيادة الضغط على سورية وإقصاء الدولة السورية عن النطاق العربي وقد أثبتت التجارب العربية السابقة أن الفراغ العربي عن المشهد جزء يمثل بحد ذاته أزمة عربية.
لكن سورية تمكنت من إدارة أزمتها طوال الاثني عشر عاماً رغم الجراح والآلام التي عانى منها أبناء الشعب السوري ولا يخفى أن الأزمة السورية كانت دولية الطابع حيث تم تصدير الإرهاب العابر للحدود وقد تم تبني عدد من الفصائل الإرهابية من قبل بعض العديد من الدول العربية والإقليمية لتحقيق أجندة دولية خاصة توازياً مع ما سمي بالفوضى الخلاقة، فكان على سورية أن تواجه كل ذلك الإرهاب وتتحمل تكاليف ذلك الحصار الدولي من أجل بقاء الدولة وقد نجحت سورية من خلال ثالوثها العظيم الشعب والجيش وأركان الدولة في تجاوز تلك الظروف، حيث أدرك الشعب السوري أن سقوط الدولة كان يعني سقوط كل أعمدة الأمان والحياة الكريمة لعقود لاحقة فتحلى بالصبر الجميل وهو ما راهن عليه المخلصون والأحرار من أبناء أمتنا العربية حتى تجاوزت سورية أزمتها في ملحمة من الصمود الأسطوري بالانتصار على قوى الإرهاب، ولسنا بحاجة إلى التذكير بحجم المليارات التي صرفت لإسقاط الدولة السورية.
المتغيرات العالمية وصعود قوى دولية أكدت ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب بدأت إرهاصاته تظهر على أرض الواقع وكان أحد إفرازاته اتفاق بكين بين الرياض وطهران.. كل هذه التحولات جاءت مع اقتراب الأزمة السورية من نهايتها فكان لا بد من عودة سورية إلى الحضن العربي وعودة العرب إلى سورية وهي أهمية تعني النظام العربي في مسايرة هذه التحولات العالمية وتحقيق تقدم سياسي بعودة سورية إلى الحضن العربي مما يسهم في إنهاء الأزمة، اليوم تتجدد بوارق الأمل العربية باتجاه دمشق بعد اثني عشر عاماً عجافاً، فجاءت كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا في 6 فبراير الماضي سانحة إنسانية لإقامة جسر إغاثي عربي تجاوز الحصار المفروض على سورية عبر دبلوماسية خاصة تداخل فيها الإنساني مع السياسي ليفرز حراكاً عربياً نحو سورية قلب العروبة النابض.
المنظومة العربية في الغالب ترغب في الاضطلاع بدور عربي يبدأ مع عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة العربية وحضورها اجتماع القمة العربية القادمة بالرياض 19 من شهر مايو المقبل، وهذا يعني احتضان للشعب السوري الذي عانى باستمرار انتظاراً لانفراج سياسي مع الأشقاء العرب ومع تقدم العديد من الدول العربية نحو سورية واستئناف عواصم عربية جديدة علاقات دبلوماسية مع دمشق، يأتي اجتماع التشاوري ليبرز تحفظ البعض وذلك رغم التفاؤل باضطلاع الرياض بدور رئيسي في عودة سورية إلى مقعدها من خلال القمة المقبلة، مع التأكيد أن سورية قطعت شوطاً في معالجة العديد من ملفاتها، وفي مقدمتها ملف اللاجئين فاستقبلت أعداداً كبيرة منهم، ولا تحتاج لتوجيهات خارجية.
المرحلة اللاحقة في هذا التواصل العربي سيكون من خلال انعقاد اجتماع تشاوري في العاصمة الأردنية عمان وهناك توجه بتشكيل مجموعة عربية مشتركة للتواصل مع دمشق، لكن ينبغي التذكير هنا أن عودة سورية للجامعة العربية لا تعول عليه الدولة السورية كثيراً فهي تتعامل مع أشقائها العرب بشكل ثنائي كل حسب قناعاته السياسية ومدى اقترابه من سورية وهي ترحب بكل الأشقاء العرب.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة