وصل العالم إلى مرحلة الإعلان الصريح أن ظلم أميركا وسياستها التخريبية سواء السياسية أم العسكرية الإرهابية أو الاقتصادية لم تعد مقبولة وخاصة في ظل التطورات التي يشهدها العالم بعد هزيمة مشروعها الإرهابي في منطقتنا العربية وعجزها عن تنفيذ أجنداتها التخريبية في روسيا وإيران.
العالم اليوم يترقب ولادة نظام عالمي جديد لا وجود للإرهاب الأميركي فيه.. عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة وإنسانية وحرية.
ولعل ولادة نظام عالمي جديد والتغيير في مواقف الكثير من الدول في علاقتها مع واشنطن يأتي بعد انحسار السياسات الأميركية الهدامة وفشلها، بفعل وقوف الصين وروسيا ضدها وبفعل صمود سورية وحلفائها وانتصارهم على أعتى حرب إرهابية شهدها العالم..
دول كثيرة وجدت الفرصة سانحة اليوم للخروج من تحت عباءة أميركية مارست الموبقات كافة من إرهاب عسكري وسياسي وإعلامي واقتصادي.. مع تهديد معلن من هذا النظام الإرهابي لكل دولة لا تتبع التقويم الأميركي.
ويأتي الانفتاح العربي والعالمي المشهود تجاه دمشق بعد أن اتضح المشهد واكتملت عناصره وتم فضح أهداف واشنطن في نشر الفوضى وسياسات التفتيت لدول المنطقة.
صحيح أن الزمن تأخر كثيراً حتى اكتشفت تلك الدول حقيقة أميركا الشيطانية إلا أن العجلة بدأت بالدوران ولن تقف عند حدود روسيا أو الصين .. بل ستشمل العالم كله.
عالم ضاق ذرعاً من سياسة أميركية حمقاء لم تجلب للعالم سوى الدمار والإرهاب و الجوع.
وأميركا تدرك أن البساط بدأ يسحب من تحت بلاطها.. وبدأت تستشعر الخطر مع تقدم دول كبرى إلى مقدمة المشهد الدولي .. وأن ولادة نظام دولي جديد بات من المسلمات وخارج سيطرتها، وسيطرة حلفائها التقليديين في أوروبا الخانعة.
من هنا نجد تصريحات المسؤولين الأميركيين تتعالى ضد دمشق وضد التحول العربي تجاهها.
التحول الأهم الذي سيشهده العالم هو الصراع الداخلي الأميركي .. أميركا العنصرية لن تسلم من السم الذي سقته لمعظم دول العالم.. والمنطق يقول إنها ستشرب من الكأس نفسه والانتخابات القادمة الأميركية ستكون البوابة التي ربما لن تغلق بوابتها إلا بصراع عنصري فنيران الحقد الأميركي سيحرقها .. انتقاماً لملايين البشر الذين قتلوا بفعل الإرهاب الأميركي عبر قرن ونيف.