عبير علي:
الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث واجب أخلاقي قبل كلّ شيء، خاصة أن هناك العديد من الأمور التي تشكل خطراً على الصحة العامة، ومنها الإطارات ما يستدعي التخلص منها، وضمن هذا المنحى عمل الفنان أسامة الشيحاوي على استخدام الأشياء التالفة والمرمية في محيطه ومن ضمنها الإطارات ليصنع منها فناً جميلاً ومميزاً ، وفي حديث لصحيفة الثورة لفت الشيحاوي إلى أنه تمكن عبر أدوات بسيطة من صنع مجسمات فنية صديقة للبيئة كالحيوانات والأواني الزراعية وسلل حمل الأغراض والطاولات والكراسي من خلال تقطيعها وتلوينها بألوان مختلفة.
أثارت تجربة الشيحاوي اهتمام الكثيرين ضمن منطقته لهذا دعته جمعية أصدقاء سلمية وبتمويل من شبكة الآغا خان للتنمية الحضرية لتنفيذ مشروع بيئي في الحديقة العامة بالسلمية. فقام بجمع عدد كبير من الإطارات وبدأ بإعادة تشكيلها وصنع منها ألعاباً للأطفال بطريقة فنية مدهشة كالفيل والدب وألعاباً أخرى لونها بألوان زاهية تضفي لمسة جمالية للحديقة .كما عمد إلى صنع طاولات ومقاعد وطبعاً جميعها من الإطارات . ورغم خطورة وصعوبة العمل بهذه المادة ،فقد كان سعيداً لسببين :الأول هو الاستفادة من الإطارات بأشكال فنية بدلاً من حرقها والحفاظ على نظافة البيئة من التلوث. والثاني هو شكر أهل مدينته له على هذا المشروع الرائع والذي ترك أصداءً إيجابية لكلّ زائري الحديقة باعتبارها المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة .
ولم يقتصر الأثر الذي تركته تجربته على استمتاع الناس بالحديقة بل قررعدد كبيرمنهم الاستفادة من مهارته في صنع أثاث لمنازلهم ومزارعهم من خلال ما يملكون من إطارات قديمة بدلاً من رميها في المكبّات أو حرقها للتخلص منها. وقد أسس الشيحاوي معرضاً دائماً في الشارع عرض فيه مجسمات لفلكلور وتراث مدينة سلمية القديمة بما فيها الزي الشعبي الخاص بالمدينة .
السابق