مستوطنون يقتلعون عشرات أشجار الزيتون والكرمة في نابلس وبيت لحم والاحتلال يقتحم الخليل ويطوقها بالحواجز العسكرية.. ويشدد حصاره على أريحا والأغوار
ناصر منذر:
تتمادى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، متسلحة بدعم غير مسبوق من الولايات المتحدة، ويشجعها الصمت الدولي على الاستمرار بارتكاب جرائمها من دون محاسبة أو عقاب، إذ تشترك قوات الاحتلال مع قطعان المستوطنين بتنفيذ سياسات القتل، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين بهدف توسيع دائرة الاستيطان، وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية بالبؤر الاستيطانية، حتى أن أشجار الزيتون والكرمة لم تسلم من جرائم الاحتلال وعصاباته من المستوطنين.
ومع تصعيد قوات الاحتلال ممارساتها العدوانية، وإجراءاتها العنصرية التنكيلية، اقتحمت تلك القوات مناطق بمحافظة الخليل اليوم، ونصبت عدة حواجز عسكرية وفتشت عدداً من المنازل في المدينة.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية على مدخل بلدتي الظاهرية ويطا، ومنطقة الحرايق جنوب الخليل، وعلى مفترق بيت عنون، والحواور، والمدخل الشمالي للمدينة، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
كما داهمت تلك القوات عدداً من منازل المواطنين في منطقة «خلة الدار» جنوب المدينة، وفتشتها وحطمت أبوابها وعبثت بمحتوياتها.
كذلك اقتحمت تلك القوات مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وداهمت منزل عائلة الأسير المقدسي كمال حمد (19 عاماً) في المخيم، وفق ما ذكرته وكالة وفا نقلاً عن مصادر محلية.
على التوازي اعتقلت قوات الاحتلال عشرة مواطنين، أثناء مرورهم على الحواجز العسكرية التي تقيمها على مداخل مدينة أريحا، التي تحاصرها لليوم السادس على التوالي.
وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال واصلت نصب حواجزها العسكرية على مداخل المدينة الرئيسة والفرعية، وأوقفت المركبات وفتتشها ودققت في بطاقات راكبيها، ما تسبب في أزمات مرورية خانقة.
كما تواصل قوات الاحتلال لليوم الــ20 على التوالي، تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية. وتقيم حاجز الحمرا العسكري على مفرق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية.
وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز أوقفوا مركبات المواطنين وفتشوها، ودققوا في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب بإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم ومزارعهم.
وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين المتواصلة، قطع مستوطنون عشرات أشجار الزيتون المعمرة، من أراضي قرية قريوت جنوب نابلس.
وأفادت الوكالة نقلاً عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، بأن المواطنين تفاجؤوا اليوم الخميس، بإقدام المستوطنين على اقتلاع أكثر من 160 شجرة زيتون معمرة، من منطقة «بطيشة» غرب قريوت.
كما اقتلع مستوطنون عشرات أشتال الكرمة والزيتون وأتلفوا محاصيل زراعية، ودمروا شبكة ريّ، في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم.
وأفادت وكالة وفا نقلاً عن مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة بأن مجموعة من المستوطنين اقتلعت عشرات أشتال الكرمة والزيتون، وأتلفت محاصيل باذنجان وبندورة وفلفل في أراضي منطقة «واد قديس» غرب القرية، ودمرت شبكة مياه، كانت تستخدم لريّ المزروعات.
في الأثناء أصيب أربعة مواطنين برضوض بعد اعتداء للمستوطنين في خربة الساكوت بالأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية، بأن أربعة مواطنين أصيبوا برضوض بعد اعتداء مستوطنين على مزارعين ورعاة ماشية في خربة الساكوت بالأغوار، بحماية قوات الاحتلال.
إلى ذلك لاحق مستوطنون، رعاة أغنام في منطقة الساكوت في الأغوار الشمالية.
وأوضح مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، أن مجموعة من المستوطنين تلاحق الرعاة في منطقة الساكوت منذ ساعات الصباح، واحتجزت قطيعاً من الأبقار تعود للمواطن فوزي أبو مطاوع، مشيراً إلى أن المستوطنين يلاحقون الرعاة في المنطقة بشكل متواصل منذ أيام.
كما هاجم مستوطنون مسلحون مركبات المواطنين وممتلكاتهم قرب مدخل قرية عين شبلي، شرق نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن 25 مستوطناً مسلحاً هاجموا مركبات المواطنين ومنازلهم والبيوت البلاستيكية، قرب مدخل قرية عين شبلي، وسط أعمال عربدة واستفزاز في المنطقة.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد تصاعداً كبيراً لهجمات المستوطنين، ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر وتفعيل لجان الحراسة للتصدي لهذه الاعتداءات.
إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقَّوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدَّوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وكثفت شرطة الاحتلال من انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، ودقّقت في بطاقات الوافدين إلى المسجد.