الثورة – آنا عزيز الخضر:
الصدمة التي تهدم المشاعر الإنسانية تنقل الأحاسيس إلى آفاقها المؤلمه، كي تتدفق أوجاع وأوجاع، تنفجر معها أحلام مخبوءة وهواجس هائمة، وتهاويهم مبعثرة هنا وهناك.. وبغض النظر عن منطقيتها، تبقى القراءة الأدق للوجع الإنساني و الانكسار، إنها صور الحياة الحقيقية، التي تطل برأسها شئنا أم أبينا، وتكشف عن كثير من دواخلنا، وإن وصلت حالة الهذيان ..هذه الملامح الشفافة ينقلها بدقة العرض المسرحي (الهاذي) تأليف (عهد معروف مراد) وإخراج (رفعت الهادي).
حول العرض وتفاصيله وعوالمه تحدث المخرج (رفعت الهادي) قائلاً: إننا نرى حقيقة الحياة ونحن بين الصحوة واليقظه، حالة الهذيان هذه هي بوح نقدم من خلاله حقيقة الحياة عبر منطق الحلم، وما يحمل من رموز ودلالات، ترتب على الخشبة حياة افتراضية، تشبه مانعيشه وتؤسس لحالةوعي جديدة.. للحياة والموت، القوة والضعف، الكراهية والمحبة، القبح والجمال، أفعال من صنع أيدينا، نخوضها نحن البشر عن سابق أصرار وترصد، نحن من نصنع قدرنا، وما يحصل معنا، هو من صنع أيدينا، وعلينا أن نتحمل المسؤولية كاملة..
الشخصية تحاول أن تصحو في مقبرة، الوقت التي رماه بها والد حبيبته بمساعده رجاله وأتباعه، كي يبعده عن ابنته، فصنع لنفسه عالماً خاصاً من الأكاذيب للهرب من حقيقة الفناء، ليصنع لنفسه أسطورة حياة أخرى غير هذه الحياة، ليعيش فيها للأبد، وينصب نفسه سيداً على الوهم، ويبقى حارساً لهذه الأسطورة، التي كذبها ويورثها للعشاق المنهزمين من بعده.
